سهام الإفك والخطيئة والمعركة الخاطئة

انطلقت فجأة سهام الإفك في حملة منظمة تهاجم الحكومة والتحالف وترافقت هذه الحملة مع تقرير حقوق الإنسان المسيس والمزيف ومع الإنتصارات وتقدم الجيش الوطني في كل الجبهات وعلى رأسها صعدة معقل الإنقلابيين، هذا التزامن والتوقيت مثير للريبة والشك ويؤكد أن هناك محاولة لإعاقة النصر أو التقليل من أثاره، أو هي عملية الهاء عن هذه الإنتصارات واقتراب الحسم، وذريعة هذه الحملة انهيار العملة اليمنية، ومن المعلوم بداهة أن التدهور الإقتصادي أو انهيار العملة الوطنية قد يجتاح أي بلد وهي في وضع طبيعي، اذ تحكم العملية تداخلات معقدة إقتصادية وسياسية واجتماعية عدة.
وهاهي تركيا أنهارت عملتها بحوالي 40٪ من قيمتها خلال أيام وهي دولة مستقرة واقتصادية ولا تعاني حروب وليس هناك مكونات من الشعب التركي تعيق دور حكومتها وعملها، كما لا تعاني من عدوان لإنقلاب، ولَم تهاجَم حكومتها من شعبها بل وقف معها، بل والكثير من اليمنيين الذين شاركوا بحملة الإفك على الحكومة اليمنية والتحالف وقفوا مع الحكومة التركية. بينما اليمن بكل معاناتها وحربها ضد الإنقلاب لمدة أربع سنوات انخفضت قيمة العملة اليمنية بسبب الإنقلاب وسرقته البنك المركزي وموارد ومدخرات الدولة، فتُهاجم الحكومة والتحالف، وتُحمل الحكومة وحدها المسؤولية، وهي التي استلمت وضعاً منهاراً لا وجود فيه لدولة ولا إقتصاد، فقد سطت مليشيا الإنقلاب على الدولة والإقتصاد بمؤسساته وموارده. والمثير للريبة أيضاً أن هذه الحملة غضت الطرف عن المسؤول الحقيقي لكل معاناة اليمن واليمنيين، بوضعه الإقتصادي والسياسي والإنساني والمأساوي واستمراره، وهو إنقلاب مليشيا الحوثي، ومن يقفون معه ومن يعرقلون عمل الحكومة في المحافظات المحررة واصحاب الولاءات الخارجية.
أما دور تحالف دعم الشرعية فهو معلوم مشهود في دعم اليمن دولة وشعب، على كل المستويات العسكرية والإغاثية والإقتصادية والسياسية والدبلوماسية، ورفدت المملكة الشقيقة البنك المركزي والإقتصاد اليمني بمليارات الدولارات، كما أن دور مركز الملك سلمان في الإغاثة والأعمال الإنسانية وإزالة الألغام مشهود معلوم، حيث وصلت الإغاثة منه لكل قرى ونجوع اليمن، وكل منظمات الأمم المتحدة العاملة باليمن تعمل بتمويل من التحالف عن طريق مركز الملك سلمان كما تمت إزالت ألاف الألغام.
من لطف الله فإن ميزة حملة الإفك المسعورة قد عرت المواقف المتخاذلة والواقفة في المنزلة بين المنزلتين، وكشفت المتخاذلين والمندسين، وهذا نصرٌ يقرب ميعاد الإنتصار والحسم.
علينا كيمنيين قبل إطلاق سهام الإفك والخطيئة على الحكومة والتحالف أن ندرك المتسبب الحقيقي في مآسينا وقتلنا ودمارنا وانهيار الإقتصاد والعملة وهو الإنقلاب الحوثي وأدواته التي تعيق عمل الحكومة واستقرارها، ونوجه السهام نحو المتسببين الحقيقيين لمعاناتنا، ونعرف مكمن الخلل في خذلنا للشرعية والتحالف، فمن أكبر جرائم الإنسان خذلانه لنفسه، لنعرف عيوبنا كيمنيين فنحن بتخاذلنا وصراعاتنا وكراهيتنا وتأجير عقولنا وبنادقنا خذلنا أنفسنا وشعبنا وشرعيتنا وتحالفنا.
علينا أن ندرك أن معركتنا ضد الشرعية والتحالف هي المعركة الخاطيئة فمعركتنا الحقيقية هي  ضد الإنقلاب وأدواته وهي معركة إسترداد الدولة ومشروع الحياة والتعايش.
هذه هي معركتنا اليوم لمواجهة الإنقلاب وأدواته، والتي يجب على كل مناصري الشرعية وأنصارها أن يخوضوها في عقولهم ومشاريعهم في أفعالهم وأقوالهم وممارساتهم  في إطار أحزابهم  ومكوناتهم  المدنية والعسكرية والقبلية عند كل فيئات الشعب اليمني فهي معركة الحياة والتعايش والمستقبل، علينا أن نوجه سهامنا ونخوض معركتنا ضد عدونا الحقيقي الإنقلاب وأدواته، فهذا واجبنا وقدرنا لإنقاذ اليمن الحاضر والمستقبل.
د عبده سعيد المغلس 
1-9-2018

مقالات الكاتب