الجنوب... ما زالت هناك فرصة للتلاقي!

ما زالت هناك فرصة أمام الجنوبيين للدعوة إلى مؤتمر جنوبي يشمل كافة الطيف الوطني والسياسي الجنوبي في ضوء المتغيرات التي شهدتها الساحة الجنوبية والإقليمية مؤخراً، وفي اعتقادي أن الدعوة إلى مؤتمر جنوبي عام، هي الفرصة الأخيرة أمام أبناء الجنوب للخروج من مهرجان التسابق لإنشاء المكونات ومواكبة تلك المتغيرات، بحيث لا يجد الجنوبيون أنفسهم فجأة خارج دائرة الفعل الإيجابي!

التغير الذي طرأ على سياسة الإمارات، كطرف من أطراف التدخل العربي في اليمن، بعد خطوة إنهاء أزمة جزيرة سقطرى، وتسليمها للشرعية، والتي أفرزت تحولاً تمخض عنه دعوة الأخ نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية اليمني، من المؤكد أنه سيكون له مردوده الإيجابي إذا تعاطت الإمارات إيجابياً مع ما سيفترض أن يطرحه الوزير اليمني والمتعلق بالقضايا التي تؤرق أبناء الجنوب وتعطل صفو حياتهم والمتمثلة بضرورة:

أولاً: إيقاف ازدواجية العمل والسماح للحكومة الشرعية بممارسة مهامها في المناطق المحررة.

 ثانياً: دمج كافة القوى والمليشيات والأحزمة الأمنية والعسكرية المتواجدة على الساحة في أطار وزارتي الداخلية والدفاع وتحريم إنشاء أي قوى أمنية أو دفاعية خارج إطار السلطة الشرعية.

 ثالثاً: تبني مؤتمر جنوبي عام يجمع كافة القوى الوطنية والسياسية الجنوبية بما في ذلك قوى الشرعية بعنصرها الجنوبي للخروج بممثل يتبنى قيادة مرحلة استعادة الحق الجنوبي والابتعاد عن الانتقاء في اختيار القوى لأن ذلك لن يفضي إلا إلى مكونات جديدة.

 رابعاً: على أبناء الجنوب الاستفادة من دعوة الأخوة في الإمارات للجمع الجنوبي الاستفادة المثلى وذلك من خلال تجنب الأخطاء التي وقع فيها بعض الجنوبيون، وتصحيح ما تشكل عند الاخوة في الامارات من تصورات مغلوطة عن بعض المحافظات والشخصيات الوطنية الجنوبية، نتيجة لما حوته بعض التقارير المرفوعة اليها، والتي خضعت للمماحكات السياسية والمناطقية، والتوضيح للإخوة الإماراتيين بأن القوى التي تتواجد في أبو ظبي تشكل جزءا من قوى الساحة الجنوبية، وان على الإمارات إن أرادت إنجاز فعلا حقيقيا أن تدعي إلى مؤتمر جنوبي يقوم على أساس التمثيل الوطني للمحافظات الجنوبية الست وفقا للمساحة والسكان.

وللمندهشين من أبناء الجنوب تجاه المتغيرات الحالية، نؤكد مثلما سبق وطرحنا في مقالاتنا، أنه ليست بيننا وبين دولة الإمارات عداوات شخصية، وان الذي بيننا هو رفضنا للسلوكيات التي كان يقوم بها ممثل الإمارات العسكري في عدن وغيرها من المحافظات مثل:

- استغلال حالة البعض الجنوبي المادية وتحويلها إلى أداة تعمل ضد شعبها وقضيتهم، وكذلك الوقوف في وجه الحكومة الشرعية وعدم تمكينها من القيام بواجباتها تجاه أهلنا، ما أدى إلى انهيار كل مقومات الحياة في عدن وغيرها من مناطق الجنوب الأخرى. ومحاولة استغلال ظرف الوطن الحالي ونزيفه الذي تتسبب به الحرب وفرض شروط مجحفة للتواجد على أراضيه وفي مطاراته الجوية والبحرية وكذلك في ممراته المائية وجزره وغيرها، وإنشاء السجون واستهداف مناطق جنوبية بعينها، والزج بشبابها في تلك السجون، ومنح بعض المرضى والمنتقمين فرصة تصفية حساباتهم السياسية القديمة مع خصومهم، والخوض في تركة التاريخ الجنوبي التصارعي ودعم طرف في مواجهة طرف آخر، كل ذلك وغيره من الأسباب، هي التي وضعتنا في مواجهة مع الإمارات وستبقينا في تلك المواجهة اذا لم تتغير السلوكيات وتتصحح تلك الأخطاء!

على الجميع في التحالف والأطراف الجنوبية سواء التي حكمت ما بعد نوفمبر 67م أو التي حكمت بعد يناير 86م، أن تعي أن الجنوب القادم لن يكون أسيراً لتلك القوى وصراعها، وان الجنوب الذي ينشده أبناء الجنوب اليوم هو جنوبا يقبل بكل أبناءه ويؤمن بالشراكة وتبنى كل خطواته القادمة على استفتاء شعب الجنوب فهو من يقرر شكل الدولة وتوجهاتها!

مقالات الكاتب