أحزاب ودكاكين!
الأحزاب اليمنية نشأت في ظل بيئة ثقافية واجتماعية لاتدرك معناها ودورها الرئيسي في البناء والإصلاح السياسي والاجتماعي والوعي الحقوقي الذي يجب أن تغذي به الأحزاب حركة المجتمع..
وعوض ذلك راحت هذا الدكاكين التي تلبس ثوب العمل السياسي الحزبي تسوّق الديمقراطية للمستبد والدكتاتور وتبرر لنفسها وأتباعها وشعبها أن المصلحة تقتضي الصبر وتحيّن الفرص ، وبالمقابل عملت على تبرير الظلم والاستبداد لأنظمة أسرية وجهوية عصبوية متخلفة عطلت أدوات التطور الطبيعي لمسار الحياة بكافة جوانبها ودمرت قدرات الانسان وتطلعه إلى التغيير والاهتمام بالعمل السياسي كونه البوابه الرئيسية لفهم طبيعة العلاقة في معادلة العقد الاجتماعي والسياسي ..وهو ماكرس الجهل والفقر والمرض والتخلف والتعصب والصراعات العميقة والمزمنة وكل مانشهده اليوم ..
ومع صحوة المجتمعات بعد انسداد الأفق أمامها كان من الطبيعي أن تصنع التغيير من خلال الثورة التي تضع الحد بين النقيضين ..وقفزت ذات الأدوات إلى المشهد لتصنع وجودها على حساب وجود الشعب الجديد وهو مايحتم على قوى التغيير أن تعمل في مسارين:-
* إما أن تعمل هذه الأحزاب وفق شروط الجديد الذي فتح أمام الشعب المتطلع إلى التغيير من خلال ترجمة رؤاها وخطابها ومؤسساتها وبرامجها التنموية إلى أعمال إجراءات ملموسة .
*وإما أن يأتي عليها التغيير من ضمن مايأتي بتفتيش قوى التغيير في أفق الانتماء والهوية الجامعة الجديدة إلى مشاريع سياسية واجتماعية واقتصادية وتنموية جديدة تواكب حاجة النهوض والتحرر من نير التخلف وحوامله وأدواته بكل أشكاله وألوانه..