سلوك متجذر

ما هو الجديد في مسلك الرئيس السابق علي صالح حتى يندهش الناس من التصريح الذي أطلقه منذ أيام ضد "الاصلاح" .. هذا هو صالح بشحمه ولحمه .. عاش بالدم وحكم بالدم وسيموت وهو يلعق الدم . ٥٦ كادر من الحزب الاشتراكي ممن صنعوا معه الوحدة قتلهم بعيد الوحدة مباشرة بدم بارد وفي فترة وجيزة لم تتجاوز ستة أشهر ، لم يقتلهم في معركة وإنما أمر بتصفيتهم غدراً وهو رئيس للدولة .. وفجر منازل البعض بقاذفات صاروخية عن بعد وهو رئيس الدولة ، وأطلق تصريحه المشهور من ميدان السبعين الذي أحل دماء شركائه في الوحدة ليفجر حرب ١٩٩٤ الدموية.

وبعد الحرب واصل التصفيات الدموية ولا مجال لتفصيلها هنا . ما الجديد الذي يجعلنا نندهش ؟؟ ليس سلوكاً طارئاً بل هو سلوك متجذر.

أوجد طبقة سياسية منتفعة كان يمسح على ظهرها دم الضحايا ، انكشف اليوم بعد أن تمزقت هذه الطبقة وغادرته لتواري سوءة تاريخ مثقل بالعيب . لا مجال للاستغراب ، كل ما نحتاجه هو ذاكرة عادية أقل حساسية من ذاكرة الأجهزة الالكترونية الذكية لنعيد استعراض الشريط والمشهد معاً لنعرف الحقيقة.

ما نحتاجه الى جانب الذاكرة إرادة لهزيمة ودفن هذا التاريخ المعيب.

مقالات الكاتب