عقدة "الطفل عبدالملك"

* الذين يغادرون حركة الحوثي اليوم لا يغادرونها إلا لأنهم عرفوا أنها تغرق...

أيامها القادمة عصيبة ولذلك آثروا الفرار من مركبها...

 

الحوثية فقاعة صوتية...

الحوثية هي الصرخة والصرخة فقط...

 

لا فكر...

لا سياسة...

لا أخلاق...

لا مباديء...

الحوثية صرخة فاجرة بلا حياء...

 

لم يساومني يوماً شك بأن هذه الحركة العنصرية الطائفية ستختفي...

ولذا أنا لا أقلق منها...

يقلقني فقط الثمن الذي يلزم دفعه لنصحو على عمق الكارثة التي جلبها لنا عبدالملك الحوثي وإخوته وأبوه...

 

الساسة الذين تحالفوا مع هذه الحركة...

العسكريون الذين لوثوا شرفهم العسكري بمساعدتها...

الكتاب والشعراء الذين حملوا المبخرة إلى داخل الكهف العفن الذي لم ير الشمس...حيث يقبع عقل الحوثي...

كل هؤلاء شاء حظهم التعيس أن يكونوا في ركابها في هذه اللحظة التاريخية المهترئة...

والكثير منهم اليوم نادمون...

 

نادمون وهم يرون عمق الشرخ الديني والاجتماعي في نسيج مجتمعنا...

 

نادمون وهم يرون الصراخ الفارغ يملأ الفضاء

ويعمل على تقسيم اليمنيين إلى يهود ومسلمين...

 

نادمون لأنهم شاركوا في إسقاط العاصمة...

إسقاط الرئاسة...

إسقاط اليمن...

بصرخة كاذبة...

 

نادمون وهم يرون البلد يتجه جنوباً، بعد أن ظل الحوثي يستفز غالبية اليمنيين بشعاراته الاستفزازية المجنونة، ويهين رمزية الرئاسة لا لشيء...

إلا لأن الرئيس هادي لا ينتمي إلى المذهب المقدس...

 

نادمون وهم يرون أن أكثر المناطق التي نكبها عبدالملك الحوثي هي مناطق الزيدية التاريخية...

 

لقد جنى هذا "المقولب الفكر" على الزيدية المذهب، والزيدية المنطقة، في محاولات منه وممن يخطط له ل "أيرنة الزيدية"، ومن ثم جر اليمنيين وراءها جهة الشرق...

جهة "قم المقدسة"...

 

جاء هذا "الأحمق المطاع" ليؤكد لليمنيين أنه إنما يسير بسيرة أسلافه من إئمة الضلال الذين ملؤوا بلادنا دماً ودموعاً وفسادا ورحلوا تشيعهم لعنات ضحاياهم...

 

عقيدة الأفضلية الملعونة هي التي ورثتنا هذه الكارثة ...

عقيدة الاصطفاء والحق الإلهي...

هذه العقيدة التي تنشيء بعض الأسر الهاشمية أولادها عليها هي أم الكوارث...

هي التي أنتجت "معلَّب المخ" عبدالملك بدرالدين الحوثي...

 

تسميم طفولة عبدالملك بمقولات أبيه حول "الحق المغصوب"، ومقولات "التميز والاصطفاء والتشريف والبضعة النبوية" هي التي جعلت هذا المعتوه يتمايل رقصاً على دماء اليمنيين...

 

علينا ان نعترف...

هذه العقيدة/العقدة هي التي لم تجعل عبدالملك يعيش حالة المساواة الانسانية...

فنشأ حاقدا على اليمنيين الذين اخذوا حق أجداده ...

والذين سالت دماؤهم أنهاراً في سبيل طموحات سياسية لأولاد الهادي يحيى بن الحسين صاحب فرية "حصر الإمامة في البطنين" التي لا توجد في أي دين سماوي...

 

ولو تأمل هذا الطفل الكاريكاتوري في سيرة الرجل العظيم محمد "ص"، لعرف أن مكة عرضت على النبي السلطة يوما من الأيام، ولكنه رفضها يوم أن جاؤوه ليتوجوه ملكاً عليهم...

 

كيف يمكن لمحمد العظيم أن يورث سلطة لم تكن في يده أصلاً، لأنه آثر عليها النبوة؟

 

ولو رضي محمد أن يكون ملكاً لما صار نبياً...

 

لكن عبدالملك يحتاج إلى كثير من العمليات الجراحية لإزالة تشوهاته الذهنية أولاً قبل أن يفهم أبعد من حدود نظريات "الحصر"، وقلة البصر...

 

عبدالملك طفل معقد...

انظروا إلى حركاته الفلوكلورية

وتقاسيم وجهه وهو يتكلم...

ستجدون طفلاً تعيساً يفجر حقده في كل اتجاه...

 

قد يغضب كلامي الكثير

لكنه عين الحقيقية:

"على بعض الأسر الهاشمية أن تعيد النظر فيما تلقنه لأولادها حتى لا نصاب كل مرة بمعتوه يلقن أطفال مدارس صعدة أن الله أمرهم بتوليه..."

 

حتى لا تتكرر المأساة...

مأساة عبدالملك...

مأساة اليمنيين...

 

*من حائط الكاتب على فيس بك

مقالات الكاتب