خطة نصف القرن ثورة قادمة تنتظرها اليمن

من يقول أن اليمنيين ليس لديهم خطط، وبأنهم لا يفكرون في المستقبل، فقد جانب الصواب، فهناك طاقات شابه، ولدت من رحم النضال السلمي، والثورات السلمية، تفكر بالمستقبل، وتنشد الخير للبلاد، والعباد، وتأخذ على كاهلها اليوم مسؤوليات كبيرة، لإعادة قراءة اليمن من مختلف الزوايا، قراءة عقلانية، متأنية، وتعمل على تشخيص الداء بمفهوم وفكر عصري متحرر، وتضع الدواء الشافي للجسد المريض، وتواجه آلة الموت، والدمار، والحرب، بإعادة إنعاش آمال الحياة، والديمومة، والاستمرار، وتعمير الأرض، وبناء الإنسان.

 

إن ما دفعني لكتابة هذه المقدمة، هي المبادرة الكبيرة، التي تشتغل عليها حاليا جامعة عدن ممثلة بكلية العلوم الإدارية، بالشراكة مع الهيئة الوطنية العليا للتنمية، والتي يرأسها الشاب المثابر الأستاذ خالد المنصوب، والمتمثلة بوضع الأسس العلمية لصياغة خطة التنمية في اليمن لمدة خمسين عاما قادمة، من (2016-2066)، وقد عقد يوم الأحد الماضي لقاء بين الشريكين، حضره وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور حسين باسلامه.

 

 وخرج اللقاء بالاتفاق على العمل سويا لإعداد وصياغة، خطة التنمية المذكورة، بمشاركة عدد من الخبراء، والدكاترة، في جامعة عدن، وسيكون هذا العمل الطموح، هو أول عمل فكري، ذات بعد استراتيجي، استوعب بصورة دقيقة، وشخص المرض، الذي تعاني منه اليمن، والذي تسبب بكل هذه المشكلات ،والصراعات، ووجد في أن التنمية بكافة فروعها، و جوانبها، وأشكالها، ودرجاتها، هي الحل الناجع، لما تعانيه البلاد، وانه بدون تنمية حقيقية للمجتمع، والدولة، والإنسان، فلا فائدة، ولا جدوى، من الحلول الترقيعية، التي لا تضيف شيئا للبلاد، بقدر ما تستنزفه، وتعيد إنتاج صراعاته، ومشاكله، من جديد.

 

خطة التنمية لخمسين عاما قادمة، هو مشروع طموح، آمل أن تشارك فيه الدولة بمختلف مستوياتها، وان تقدم له الدعم اللازم، والكافي، الذي يضمن نجاحه، وخروجه، إلي النور، واقترح على الرئاسة، والحكومة اليمنية، إعلان إنشاء الهيئة العليا للتنمية رسميا، لتحفيز الشباب القائمين عليها، ولدعم جهودهم في إنجاح أبحاثهم، ومشاريعهم الخلاقة، التي تبحث في مشاكل اليمن، وتقدم لها الحلول بواقعية، ومنطقية، بعيدا عن الشطط، والمناكفات،العقيمة، التي أعاقت عجلة التنمية، وأدارت عجلة الحرب.

 

اشد على أيادي الخير، في جامعة عدن، برئاسة الدكتور الخضر ناصر لصور، وعلى الشباب الطموح، في الهيئة العليا للتنمية، بقيادة الأستاذ خالد المنصوب، ومن خلفهم وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور حسين باسلامه، الذي أبدا حماسا كبيرا لانجاز هذا المشروع، وإخراجه إلي النور، وأقول لهم بان الثورات الشعبية السلمية، التي فجرها الشباب، ضد الظلم، والاستبداد، والديكتاتورية، من اجل صناعة مشروع التغيير، هي المشروع الأساسي، الذي فجر كل هذه الطاقات، وجعل من الطموحات الكبيرة، حقا مشروعا أمام كل المبدعين، والتواقين لخدمة بلدهم، وأمتهم، ويأتي مشروع خطة التنمية الذي تعملون عليه، امتدادا للتضحيات الكبيرة لشعبنا اليمني، وارتباطا بالأفكار الخلاقة، العظيمة، التي أبدعت الثورات الشعبية، وفتحت الأبواب الموصدة، أمام مشروع التغيير، لتكون التنمية هي العنوان الكبير لمشروع التغيير، الذي يتطلب منا الحفاظ عليه، بكل الوسائل، والأدوات، لينعم شعبنا بالتنمية، والديمقراطية، والخير، والسلام. خالص التقدير لكم، متمنيا لكم التوفيق، والنجاح، في وضع خطة، ومشروع، ثورة التنمية، القادمة.


رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام

 

مقالات الكاتب