21 سبتمبر.. ذكرى نكبة اليمن

المدنية أونلاين/أمل أحمد:

21 سبتمبر. يوم لا ينسي في حياة وتاريخ اليمن واليمينين اغتيلت فيها أحلام الناس وطموح الشباب ودمر الوطن وغرق ببركة من الدماء وقيدت الحريات. أصبح اليمن سجن كبير.

سبتمبر الأسود

وقبل سبع سنوات، زعمت جماعة الحوثي أنها ضد زيادة الأسعار في البلاد، وكان حينها سعر الدولار لا يتجاوز 215 ريالاً، أما عقب انقلابها فتجاوز الألف في بعض المراحل وهو اليوم يبلغ أكثر من 600.

ومنذ 21 سبتمبر مارست المليشيات مختلف الانتهاكات بحق المواطنين. وتسبب الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014م، بكوارث على مختلف الاصعدة والمجالات.

ووفقا للأرقام والإحصائيات الرسمية الى عام 2020، بقتل أكثر من 100 ألف شخص، وجعلت حوالي 18 مليون تحت خط الفقر بحاجة إلى مساعدة. وتشريد ما يزيد عن 8 مليون نازح، وحرمت الموظفين من مرتباتهم ووصلت "نسبة الفقر تجاوزت 80%، وانتشرت الأمراض المختلفة وتدهور الوضع الصحي للأسو.

كما قتل وأصيب حوالي 8 ألف طفل ,وأكثر من 3 طفل مجندين وحوالي مليون ونصف طفل نازح و400 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد و7 ملايين طفل لا يستطيعون النوم بسبب الجوع وأكثر من مليوني طفل لا يذهبون إلى المدرسة".

يوم الضياع

غالب 50 عاما، عامل نظافة يقول لموقع "الصحوة نت" في 21 سبتمبر ذكرى نكبة اليمن والكارثة الكبرى" " كنا آمنين مطمئنين وكانت لدينا أعمال نتقاضى عليها رواتب تعيش منها عائلاتنا واليوم استحالت اليمن إلى مقبرة بفضل كارثة 21 سبتمبر الأسود، ضاع الراتب وضاعت الحقوق وفقدنا الأمن والأمان ولم اعد اعرف ماذا اطعم أولادي ونسائي داخل البيت، والبيت إيجار بالمناسبة، حتى بنت ابني اخرجوها من وسط الفصل الدراسي بسبب عدم قدرة ابوها على تسديد أقساط الدراسة،  انا والالاف من العائلات في هذا الوطن ضعنا وانتهينا بسبب 21 سبتمبر".

نكسة وطن

وتقول ماجدة "موظفة"، بأن 21 سبتمبر هو اليوم الذي انتقل فيه اليمن من "النور الى الظلمات"، مضيفة بأنها صارت تتمنى اكل اللحم هي وبناتها الثلاث، ولكن مقتل زوجها في صفوف الحوثيين، وعدم صرف رواتبه واضطرارها للعمل في خدمة البيوت، لم يمكناها من توفير ابسط الاحتياجات.

تتابع "لم يعد هناك شئ يستحق الحياة، اخذوا زوجي ورملوني ويتموا اطفالي وانا الان اعمل في كنس وتنظيف البيوت مقابل الف ريال في اليوم الواحد، هذه نتيجة ثورتهم المشؤومة، ثورة الامامة والكهنوت والتخلف والجهل، اليوم الذي انتكس في الوطن نكسة كبيرة وعاد مئات السنين الى الوراء.

من جانبه يقول سعد الدين 27 عام، وهو عاطل عن العمل، أن تاريخ نكسة 21 سبتمبر كما اسماها، هو تاريخ اسود يجب على كل يمني ان يعلن الحداد، حد تعبيره.

ويضيف سعد قائلا، "كنت على وشك توقيع عقد مع شركة النفط بعد تخرجي من كلية الهندسة، ولكن الانقلاب رمى بي الى المجهول، لا يحتفل بهذا التاريخ سوى المجانين واصحاب المصالح، والاماميين طبعا، الناس تموت جوعا بسبب هذا الانقلاب اللعين، الاف الاسر تعاني الجوع ومئات الاف من النساء فقدن ازواجهن بالاضافة الى مئات الاف من الرجال فقدوا مصادر دخلهم، لم يمر على اليمنيين أتعس من هذا اليوم، ولا يوجد شخص في عروقه دماء يمنية، لا يتمنى زوال هذه الجماعة البغيضة الى الابد".

تركة دماء

في ذكرى نكبتهم التي لوثت حياة اليمنيين تتجلي أكثر من صورة مروعة لجرائم المليشيات الحوثية وتجاوزها كل حدود الإنسانية والعرف " الالاف من المعتقلين والمعذبين والمخفيين " الإبادة الجماعية التي أحرقت أكثر من 500 لاجيء اثيوبي " أكثر من 300 امرأه مختطفة تتعرض لأبشع الانتهاكات في سجونهم السرية.

اعتقال الكلمة والقلم وتعذيبها للصحفيين الأربعة " إطلاق احكام الاعدامات بلا حسيب او رقيب اخرها كانت المذبحة التي اقامتها في 9 أبرياء بدعوي قتلهم " للصماد الذين قتلوه مع مرافقيه " واتو بكباش الفداء بينهم الطفل القاصر الذي صرخ والرصاص يخترق جسده المشلول من التعذيب " انا بري.

"م. ع" أحد اقارب التسعة الذين قتلتهم الميليشيات في ميدان التحرير يتحدث لموقع "الصحوة نت" عن 21 سبتمبر قائلا: "خسرت احد اقربائي واحد أعز أصدقائي على يد مجرمين لا دين لهم ولا أخلاق ولا شرف، دخلوا البلاد فاكثروا فيها الفساد وتمادوا في سفك الدماء وهتك الأعراض".

وأضاف :" هذا التاريخ المشؤوم هو أشد الايام سوادا التي مرت على اليمن طوال تاريخه، في عهد الدولة كان هؤلاء الحوثيين مجرد شرذمة منبوذين متمردين هاربين في الجبال، وفي غفلة من الزمان ومن القوى السياسية انقضوا على كل شئ، ودمروا كل شئ، ولامستقبل للأجيال القادمة الا في حال تم القضاء على هذه العصابة واجتثاثها من وجه الأرض".

واختتم بالقول :" رحم الله أولئك التسعة المظلومين الابطال وجميع شهداء الوطن، لقد تم اعدامهم ظلما وعدوانا وعند الله ستجتمع الخصوم".