قذائف حوثية تسرق أحلام الأطفال في الحديدة (تقرير)

المدنية أونلاين/الحديدة:

لم يكن الطفل أحمد محمد يوسف مرزوقي، 12 عاماً، يعرف أنه سيشهد تفاصيل يوم حوثي دمويً في حياته، بقدْر عدم معرفته بما سيحل به، وأن أكبر أحلامه ستكون كيف يمكن أن يمشي على قدميه مرة أخرى.

قبل سنتين من الآن، تحول أحمد إلى طفل معاق، على كرسي متحرك غير كهربائي، بعد أن تعرض في الثاني من مارس في العام 2019م، أثناء رعيه للأغنام بالقرب من مشروع مياه مدينة التحيتا، جنوبي الحديدة، لشظايا قذيفة هاون حوثية أدت إلى بتر قدمه اليسرى وتهشم قدمه اليمنى.

نجا أحمد من الموت المحقق، لكنه لا يعتبر نفسه ذاك الشخص الذي يوصف بأنه محفوظ ويشعر بسعادة النجاة من أي مجزرة، بل يجد نفسه حزيناً لدرجة أن النجاة نفسها تصبح كارثة أو حياة ناقصة، ذلك أن قذائف الحوثي سرقت أحلامه الطفولية العفوية، وحرمته حقوقه المشروعة.

وباتت أمنيته الوحيدة هي علاج قدمه اليمنى، والحصول على طرفٍ صناعي لليسرى؛ ليتمكّن من السير إلى المدرسة لاستكمال دراسته التي توقفت عند الصف الرابع، وهذا يتطلب أموالاً لا تمتلكها أسرته، ولا تظن بأنها ستملكها على المدى القريب.

تأبى ذاكرة أبناء التحيتا نسيان فظاعة ذلك اليوم الدموي؛ فقد كانت هناك عشرات القذائف الحوثية التي تساقطت في اليوم نفسه على رؤوسهم، مخلّفة مجزرة بشعة راح ضحيتها طفلان، وعشرة مدنيين، بينهم أطفال أصيبوا بجروح خطيرة.

يقول الناشط سمير أخضر، وهو من أبناء التحيتا: إن "أحمد محمد يوسف مرزوقي، أحد ضحايا إرهاب وإجرام مليشيا الحوثي، في يوم دامٍ أمطرت فيه المليشيا المدعومة من إيران مدينة التحيتا بأكثر من 15 قذيفة هاون".

ويضيف، بحسب ما نقله "المركز الإعلامي لألوية العمالقة"، أن "الطفل أحمد مرزوقي، أصيب وهو يرعى الأغنام بجانب مشروع مياه التحيتا، حيث بُترت قدمه اليسرى وتقطعت جميع أوردة وأعصاب قدمه اليمنى، وهو الآن غير قادر على تحريكها".

ويتابع: "نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإدراج مليشيا الحوثي في قائمة الإرهاب وتصنيفها كمنظمة إرهابية؛ كون المليشيا لا تفرّق بين الأطفال والنساء والشيوخ والنازحين، وتقوم دائماً ويومياً باستهداف جميع المدنيين وتقصفهم بشكل عشوائي، بدون رحمة وبلا هوادة".

الاستهداف الحوثي على الحديدة ترك واقعاً أليماً عاناه المدنيون، ولا يزالون يعانونه، فقِسم منهم إما قُتل أو أُصيب بقذائف وصواريخ عشوائية، وقسم برصاص القنص والعيارات الرشاشة، وإما انتهى بهم المطاف بتدمير منازلهم وتشريدهم منها وبقلب أحوالهم.