قائد اللواء الخامس حرس رئاسي: وحدة الصف الطريق الأمثل للقضاء على المليشيا الحوثية المتمردة (حوار)

المدنية أونلاين/صحف:

أكد رئيس عمليات محور تعز قائد اللواء الخامس حرس رئاسي العميد عدنان رزيق، أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من تحرير أجزاء كبيرة من محافظة تعز، مشيرا إلى أن المعركة مستمرة حتى استكمال التحرير ودحر المليشيا الحوثية المتمردة المدعومة من إيران.

وقال العميد رزيق في حوار مع صحيفة الجيش الوطني (26 سبتمبر) إن معركة الجيش في تعز مرت بمنعطفات خطيرة لكنه استطاع بفضل الحاضنة الشعبية ودعم القيادة السياسية ومساندة تحالف دعم الشرعية، من التغلب على كل الصعوبات وتذليل كل العقبات.

وأكد أن الجيش اكتسب الخبرة الاحترافية الكافية التي تمكنه من مواصلة معركته ضد المليشيا الكهنوتية، مشيرًا إلى أهمية دعم محور تعز بالإمكانات اللازمة لاستكمال معركة انهاء التمرد وبناء الدولة الاتحادية، إلى نص الحوار...

 بداية ..حدثنا عن أدوار ومهام قوات الحماية الرئاسية، ودوركم في دعم وتعزيز جبهات القتال بتعز؟

تعتبر قوات الحماية الرئاسية قوات تابعة بشكل مباشر لرئاسة الجمهورية وتتولى في الأوضاع الطبيعية مهام متعددة منها: حماية وتامين القصور الرئاسية والمنشآت المهمة وتأمين تحركات قيادة الدولة العليا والأماكن التي يقيمون فيها، وتأمين كبار الشخصيات الدولية التي تزور البلاد وأماكن إقامتهم، وتأمين أماكن المؤتمرات واللقاءات لقيادات الدولة قبل وأثناء انعقادها، الى جانب أية مهام أخرى تكلف بها من رئاسة الجمهورية لبسط الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وغير ذلك.

ونظرا لأن اللواء الخامس حرس رئاسي تشكل في ظرف استثنائي والذين هم في الأصل مرابطون في جبهات القتال فإن اللواء الخامس يقوم في تعز بمهام متعددة تتناسب مع متطلبات المرحلة حيث ينفذ اللواء الخامس مهاما استثنائية.

 ما أبرز هذه المهام الاستثنائية؟

أهم تلك المهام أن اللواء الخامس يشارك في مواجهة مليشيا الحوثي المتمردة في الجبهة الغربية للمدينة وتحديدا في (وادي حذران) والتي تعتبر أخطر جبهة، كما يشارك اللواء الخامس في الجبهة الشرقية من خلال تواجد قواته في كثير من المواقع منها التشريفات، وأيضا، للواء دور فعال في تأمين طريق عدن التربة الشريان الأوحد لمدينة تعزـ إضافة إلى مشاركة قوات اللواء في تطبيع الأوضاع في مدينة تعز ومحاربة الجريمة وتأمين سلامة المواطنين وممتلكاتهم من خلال المشاركة في أعمال اللجنة الأمنية المناط بها تتبع وملاحقة المجرمين والقبض عليهم وتسليمهم للعدالة.

باعتباركم رئيس عمليات محور تعز ماذا عن وضع الجبهات وما أبرز المستجدات العسكرية على الأرض؟

ترابط قوات مختلف ألوية محور تعز في الجبهات وتتصدى لكل المحاولات الحوثية لفتح ثغرات للتقدم رغم المحاولات المتكررة ولكن بصمود وشجاعة وإيمان قواتنا المسلحة نصدهم دائما ونعيدهم يجرون أذيال الفشل ونكبدهم خسائر كبيرة رغم شحة الإمكانات.

مؤخرا هناك محاولات مستميتة من قبل مليشيا الحوثي المتمردة في تحقيق أي تقدم في الجبهة الشمالية لمدينة تعز وجبهة الأربعين ولكن قوات الجيش البواسل لهم بالمرصاد وبسبب تكبد العدو للخسائر الفادحة يلجأ إلى قصف الاحياء السكانية في عصيفرة ووادي القاضي وغيرها بالصواريخ والأسلحة الثقيلة.. كيف تنظرون لواقع المعركة بعد خمس سنوات من صمود الجيش في تعز؟

في الفترة السابقة كانت هناك عوامل كثيرة أثرت بشكل سلبي على المعركة منها شحة الإمكانات، ولكن في الوقت الراهن وبجهود المخلصين تجاوزنا بفضل الله الكثير من المعضلات وعملنا على توحيد الجهود والاصطفاف لمواجهة العدو.

الكثير يتساءل.. ما سر تحقيق الجيش والمقاومة للانتصارات رغم شحة الإمكانات وقلة الدعم والحصار والمؤامرات المتعددة الأشكال والأساليب؟

السر يكمن في وحدة جميع أبناء المحافظة وأطيافها ووقوفهم صفا واحدا في تلك الفترة ضد المشروع الحوثي الإمامي المستبد وإيمان المجتمع المثقف بتعز بالحفاظ على النظام الجمهوري وبناء دولة مدنية حديثة على أسس المساواة أمام القانون والفرص المتساوية للمواطنين في التدرج في السلم الوظيفي بناء على الكفاءة وبعيدا عن الاستفراد بالسلطة والمحاباة والمصالح الضيقة.

ما العوائق التي وقفت أمام استكمال التحرير؟

هناك عوائق كثيرة وقفت أمام استكمال التحرير في تعز منها: شحة الإمكانات وعدم توفر الدعم اللازم وخاصة في الذخائر والأسلحة النوعية ووقوع تعز تحت الحصار، وتحرك الخلايا النائمة التابعة لمليشيا الحوثي في العمل على تشويه سمعة الجيش والمقاومة، وأيضا عملت بعض الخلايا التابعة لمليشيا الحوثي على خلق وتأجيج الخلافات البينية بين رفقاء السلاح والانشغال بها عن استكمال التحرير.

 شارك القائد عدنان رزيق في المقاومة الشعبية منذ انطلاقها، حدثنا عن تلك الفترة الحرجة… بداية بنشأة المقاومة ومراحل تنظيمها وقدراتها وامكانياتها مقارنة بما يمتلكه العدو؟

كانت فكرة المقاومة في بدايتها نابعة من إدراك القادة والمثقفين لخطورة المشروع الكهنوتي الحوثي المدعوم إيرانيا في ادعائه بالحق الإلهي بالحكم وإعادة البلاد إلى حقبة الإمامة المظلمة ولم يكن هناك لدى رجال المقاومة أي اعتبار لتفوق المليشيات بما تمتلكه من أسلحة تم نهبها من مخازن الدولة وقدمت لها على طبق من ذهب، فعلى رغم شحة إمكانات المقاومة في بداياتها من حيث الأسلحة والذخائر البسيطة والتي لا يمكن مقارنتها بإمكانات ومقومات جيش الدولة التي استخدمتها المليشيا في قتل الشعب، لكن ما رجح كفة المقاومين إيمانهم الراسخ والعميق بعدالة قضيتهم الوطنية وحتمية الدفاع عن الدين والأرض والعرض، وكل ذلك كان هو المحرك الرئيسي والسبب المباشر لانتصارات المقاومة في بدايتها، إضافة إلى عامل آخر لا يقل أهمية وهو وحدة الصف بين مختلف أبناء المحافظة بكل أطيافهم وولاؤهم المطلق لله ثم للوطن بعيدا عن أي انتماءات أو تبعيات ضيقة.

تحررت أغلب مناطق المحافظة، كيف تنظرون إلى ما تحقق بالنظر إلى الإمكانات الشحيحة؟

تمكن أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير أجزاء كبيرة من محافظة تعز، وهنا لا ننسى المشاركة الإيجابية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والذي لعب دورا محوريا  وما يزال، ورغم خضوع المدينة لحصار غاشم مطبق، تمكن الأبطال من الصمود والدفاع عما تم تحقيقه من انتصارات والمتأمل للمحطات المختلفة التي مرت بها المقاومة الشعبية والجيش في المحافظة يجد أن صمودهم كان أسطوريا وأشبه بالمعجزة.

صدرت أوامر رئاسية بدمج المقاومة في الجيش وبناء الجيش على أسس وطنية، هل تحقق ذلك؟

في الواقع لقد كانت قرارات فخامة رئيس الجمهورية بدمج المقاومة الشعبية في الجيش وتعيين قيادة لمحور تعز وقادة للألوية ومن ضمنها قرار إنشاء اللواء الخامس في تعز موفقة وسديدة، وقد عمل الجميع بكل جهد وإخلاص في عملية بناء مؤسسة جيش وطني قوي ومدرب ليكون سدا منيعا أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسيادة الوطن والمواطنين جيش ولاؤه لله ثم للوطن بعيدا عن أي انتماءات كانت.. وقد قطعنا شوطا كبيرا في هذا السياق، ولكن ظروف الحرب وعدم الاستقرار وشحة الإمكانات كان لها التأثير الكبير في إبطاء إنجاز المهمة، ولكننا ما زلنا على الدرب سائرين للوصول إلى الهدف المنشود.

ما مدى اهتمامكم بالتدريب والتأهيل لمنتسبي اللواء والمحور؟

التدريب الميداني وإكساب الجيش المهارات الاحترافية والقدرات القتالية في ميادين الشرف والبطولة وإكسابهم القدرة على إنجاز المهام في أقل وقت ممكن وبأقل الخسائر هي استراتيجيتنا في بناء وتأهيل منتسبي الجيش في المحور وقد قطعنا شوطا لا بأس به في هذا المجال رغم الانشغال في إدارة المعارك لكن نسبة الإنجاز كبيرة ونطمح للمزيد.

عن قدرة الجيش بمحور تعز في التصدي للمؤامرات والتغلب على العقبات؟

تحدثت سابقا بأن المعركة في تعز مرت بمنعطفات خطيرة استطاع الجيش وبمؤازرة الحاضنة الشعبية ومساندة تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودعم القيادة السياسية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية من التغلب على كل الصعوبات وتذليل كل العقبات ومن ثم قد اكتسب الجيش الخبرة الكافية التي تمكنه من مواجهة المليشيا الحوثية، وإنهاء الانقلاب، ونحن نركز جهودنا على أساس أن يبقى الجميع يدا واحدة في مواجهة المشروع الحوثي الطائفي الفاسد.

جزء من المؤامرات التي تحاك ضد تعز تستهدف الأمن والاستقرار في المحافظة في ظل شحة إمكانية الاجهزة الأمنية … ما مدى الدور الذي تقومون به لإسناد أجهزة الأمن؟

تحدثت سابقا بأن القيادة المحلية لمحافظة تعز ومحور تعز وقوات الأمن قد قاموا بتشكيل اللجنة الأمنية من الجيش والأمن للعمل جنبا إلى جنب من أجل بسط الأمن وملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة بالإضافة إلى مهام الجيش في جبهات القتال فإنه يلعب دورا محوريا في مساندة قوات الأمن لبسط الأمن والسكينة العامة في تعز.

طبيعة تعز وما تشهده المرحلة الحالية، ما الإجراءات المتخذة لزيادة اليقظة والعزيمة لإفشال محاولات العدو الحوثي للنيل من تعز ومثله كل من تآمر على تعز سواء سياسيا أو أمنيا؟

نعمل على توحيد الصف والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة كافة التحديات التي تواجه تعز وكما قال الشاعر:
تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقنا تكسرت آحادا
ونعمل أيضا على تعزيز علاقتنا مع الحاضنة الشعبية من خلال توفير الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ونشر السكينة والطمأنينة في أوساط المجتمع وخلق نوع من التعاون الأمني بين قوات الأمن والجيش من ناحية وبين المواطنين من ناحية أخرى لملاحقة أي خلايا حوثية أينما تواجدت.

رسالتك لمنتسبي الجيش والمواطنين؟

تحلو بالمعنويات العالية وثقوا بعدالة القضية التي نقاتل من أجلها وتوحدوا في مواجهة العدو وثقوا بأن النصر مع الصبر.