الجائحة تحدث تحولا في نمو الاقتصاد العالمي .. الصين ستتقدم كثيرا على أمريكا

المدنية أونلاين/وكالات:

ذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس، أن جائحة فيروس كورونا المستجد ستؤدي إلى تحول دائم في نمو الاقتصاد العالمي، بما يدفع الصين إلى المقدمة بصورة أكبر، وفقا لـ"الألمانية".

ومن المتوقع أن تزيد مساهمة الصين في إجمالي النمو الاقتصادي للعالم من 26.8 في المائة خلال العام المقبل إلى 27.7 في المائة خلال 2025، بحسب تقديرات "بلومبيرج" استنادا إلى بيانات صندوق النقد الدولي.

وأشارت الوكالة إلى أن المساهمة الصينية في النمو العالمي خلال العام المقبل، تزيد بمقدار 15 نقطة مئوية عن المساهمة الأمريكية وتزيد في 2025 بـ17 نقطة مئوية.

في الوقت نفسه، ستنضم الهند وألمانيا وإندونيسيا إلى قائمة الدول الخمس الأكبر مساهمة في النمو العالمي خلال العام المقبل، ويتوقع صندوق النقد حاليا انكماش الاقتصاد العالمي 4.4 في المائة خلال العام الحالي وهو ما يقل عن معدل الانكماش، الذي كان الصندوق يتوقعه في حزيران (يونيو) الماضي وكان 4.9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

ويتوقع صندوق النقد نمو الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل بمعدل 5.2 في المائة، في حين يتوقع نمو الاقتصاد الصيني في العام المقبل بمعدل 8.2 في المائة بما يقل بمقدار نقطة مئوية كاملة عن المعدل المتوقع في نيسان (أبريل) الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، فإن النمو الصيني المتوقع قوي بما يكفي لكي يمثل أكثر من ربع إجمالي نمو الاقتصاد العالمي. في المقابل من المتوقع نمو الاقتصاد الأمريكي خلال العام المقبل بمعدل 3.1 في المائة بما يمثل 11.6 في المائة من إجمالي النمو العالمي المتوقع في العام المقبل.

ومن جهة أخرى، تراجع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في الصين للشهر الثاني على التوالي في أيلول (سبتمبر)، وفق بيانات رسمية أمس، في وقت تتعافى موارد بعض أنواع اللحوم، وتتجاوز بعض المزارع الأضرار، التي ألحقتها بها الفيضانات.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، المقياس الرئيس للتضخم في أسواق التجزئة 1.7 في المائة الشهر الماضي، مقارنة بالعام السابق، بعدما بلغت نسبته 2.4 في المائة في آب (أغسطس)، وفق ما أفاد المكتب الوطني للاحصائيات، وكانت الزيادة أقل من المتوقع.

وبدأت أسعار الأغذية تستقر بعد شهور من الزيادات الكبيرة، بعد التعافي من أضرار الفيضانات التي اجتاحت الصين أواخر حزيران (يونيو)، ما شكل ضربة للمحاصيل والنقل.

وقال جوليان إيفانز- بريتشارد الخبير في الاقتصاد الصيني لدى "كابيتال إيكونوميكس" "بالنظر إلى التقلبات في أسعار الأغذية، واصل تأثير معاكسة التضخم الأوسع الناجم عن كوفيد - 19 تراجعه".

وأشار إلى أن تضخم أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، التي تستثني الأغذية وأسعار الوقود، ازداد 0.2 في المائة عن الشهر السابق، "في أسرع وتيرة منذ تفشي كوفيد - 19".

أما مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار السلع عند مداخل المصانع، فتراجع 2.1 في المائة عن العام السابق، وهي نسبة أعلى بـ 1.8 في المائة من توقعات المحللين، التي وردت في استطلاع أجرته وكالة "بلومبيرج".

وقال إيفانز- بريتشارد "لكن على غرار مؤشر أسعار المستهلكين، واصلت أسعار السلع عند بوابات المصانع التعافي الشهر الماضي بفضل تحسن الطلب الصناعي، 0,1 في المائة من شهر لآخر".

وتوقع صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع بأن تكون الصين القوة الاقتصادية الرئيسة الوحيدة، التي تحقق نموا العام الجاري في ظل تعافيها من تداعيات فيروس كورونا المستجد.