الصين تشغل شمساً اصطناعية في 2020

المدنية أونلاين ـ متابعات :

يعمل العلماء الصينيون على جمع طاقة الشمس، لكنها ليست طاقة شمسية، إذ طورت الصين "شمساً اصطناعية" خاصة بها، وهي أداة لبحوث الانصهار النووي من المفترض أن تمهد الطريق للطاقة النظيفة، على غرار الشمس الحقيقية.

وتم الإعلان عن استكمال المفاعل الثلاثاء، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2020، حسبما ذكرت وكالة أنباء شينخوا. وتحمل الشمس الاصطناعية في الصين الاسم HL-2M Tokamak، وقد تم بناؤها من قبل المؤسسة النووية الوطنية الصينية (CNNC) والمعهد الجنوبي الغربي للفيزياء، وهو أقدم وأكبر قاعدة بحث وتطوير لطاقة الاندماج النووي خاضعة للرقابة في الصين.

أعلى من الشمس 13 مرة

وبالرغم من أنه يشار إليه بالشمس، إلا أن الجهاز يمكن أن يصل في الواقع إلى درجات حرارة أعلى بمعدل 13 مرة من الشمس. وستكون الشمس الاصطناعية المسماة HL-2M Tokamak قادرة على الوصول إلى 200 مليون درجة مئوية (360 مليون درجة فهرنهايت)، وبالمقارنة، فإن درجة حرارة الشمس تصل فقط إلى 15 مليون درجة مئوية (27 مليون درجة فهرنهايت) في نواتها.

وتعتمد عملية الاندماج في الشمس على إجبار الذرات على الاندماج، الأمر الذي يطلق حرارة يمكن تحويلها إلى طاقة، وهذا هو عكس ما يحدث في مصانع الانشطار النووي الحالية، والتي تعتمد على انقسام الذرات، وعادةً ما تكون من ذرات اليورانيوم.

طاقة أنظف وأرخص

والنتيجة هي طاقة أنظف وأرخص من الخيارات النووية الحالية، مما ينتج عنه نفايات أقل سمية، وذلك وفقًا للعلماء، لكن هناك مشكلة تتعلق بصعوبة تحقيق هذا الأمر.

وقال أستاذ الفيزياء قاو زهي Gao Zhe من جامعة تسينغهوا ببكين في شهر يوليو إن "العلماء في جميع أنحاء العالم ما زالوا يواجهون الكثير من المشاكل في مجال الاندماج النووي، وليس هناك ما يضمن أن جميع هذه المشاكل سيتم حلها، لكن إذا لم نفعل ذلك، فلن تُحل المشاكل بالتأكيد".

أكبر مشروع اندماج نووي

وتنتج المفاعلات ما تقوم به الشمس في نواتها عبر استخدام حجرة على شكل دائري تعرف باسم توكاماك Tokamak. وتستخدم الشمس الاصطناعية الصينية HL-2M Tokamak غاز الهيدروجين والديوتيريوم كوقود لمحاكاة تفاعل الاندماج النووي عن طريق حقنهم في الجهاز وإنتاج البلازما.

وبدأ تثبيت الشمس الاصطناعية في شهر يونيو من هذا العام، ويقع المفاعل في ليشان بمقاطعة سيتشوان، حيث تم بناؤه لبحث تكنولوجيا الاندماج.

ويعد المشروع جزءًا من مشاركة الصين في المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER)، ومقره فرنسا، والذي يعتبر أكبر مشروع اندماج نووي في العالم بقيمة 20 مليار يورو (22 مليار دولار أميركي)، ويشمل 35 دولة، ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2025.