ندوة عن ظاهرة الثأر والحد منها بمحافظة الجوف
اقام مركز معين للبحوث والدراسات الاستراتيجية ومؤسسة الجوف للإعلام ( نبأ ) اليوم السبت ندوة حملت عنوان “الثأر.. الجرح النازف” تتناول الظاهرة وآثارها على الأمن والتنمية وسبل الحد منها.
وتناولت الندوة ثلاث اوراق عمل ناقشت الأولى “الثأر تهديد أمني وتقويض سلطات الدولة” قدمها النقيب بسام الشرعبي، استعرض فيها تاثير الثأر في تقويض الأمن وسلطات الدولة من خلال اقلاق السكينة العامة وانتشار حمل السلاح والولاء القبلي لمنتسبي الأمن وما ينتج عن ذلك من تعرض اماكن الحجز للاقتحام وفرار رجال الأمن من المناطق التي تنتشر فيها الثارات وخضوعها للأعراف القبيلة والإجراءت، اقترح توسيع الإجراءات الأمنية للحد من هذه الظاهرة منها تقوية الأجهزة الأمنية واحتواء الخلافات بصورة عاجلة وإيجاد حاضنة أمنية.
وتناولت الورقة الثانية التي قدمها الدكتور عادل الصعدي “الثأر واثره على التنمية” سلطت الضوء على أضرار الثأر من ناحية إقلاق للأمن والاستقرار وانعكاس ذلك على التنمية وخروج القبيلة عن العادات والتقاليد من أجل الأخذ بالثأر منها القتل في المناطق المهجرة كالمدن والأسواق، رغم حرمتها بالعرف القبلي، حيث لايجوز فيها القتال.
وسردت الورقة مخاطر الثأر على التنمية من تعطيل المصالح والمشاريع والخدمات التنموية وإشاعة الفوضى وفتح باب النهب والسلب والتقطع وحرمان الأطفال من اكمال دراستهم ومحصلة ذلك من ايجاد بيئة طاردة للاستثمار، ليصل ضرر الثأر اجتماعيا الى تدمير الروابط ومضاعفة عدد الأسر التي بدون عائل، ما يزيد من حالات الفقر وكذلك يحول الثأر القبيلة الى قبيلتين متناحرتين.
وقدمت الورقة الثالثة “دور السلطة المحلية والقوى السياسية في مواجهة الثأر” للدكتور عبدالحميد عامر قدم فيها لمحة عن الحروب القبيلة في محافظة الجوف التي امتدت بعضها لنحو اربعين عام سقط فيها مئات القتلى والجرحى بينهم عابري سبيل لا صلة لهم بالنزاع.
كما استعرضت الورقة الأدوار الوطنية والمحلية والاقليمية للحد من ظاهرة الثأر منها انشاء صندوق سياسي وطني لمواجهة آثار الثأر من دفع للديات ودعم المشاريع التنموية وتخصيص منح دراسية لضحايا الثار والدور الاقليمي للمملكة.
وفي ختام الندوه تم استعراض مقترح ميثاق شرف قبلي يتضمن الدعوة إلى مصالحة شاملة تشترك فيها كل المكونات القبيلة والسياسية وغيرها وتوحيد الصف نحو جعل العام 2020 عام التحرير للمحافظة واعتبار اي اعمال تتعارض مع التحرير عدائية وتبني خطاب اعلامي متوازن وتجنب اثارة النعرات وانشاء صندوق محلي لمعالجة اضرار الثأر.
وقد اثريت الندوة بكثير من المداخلات التي دعت لتظافر الجهود والوقوف الجاد امام هذه الظاهرة التي انهكت المجتمع وغيبت المحافظة ووقفت حائلا دون تنمية وتطوير الجوف لعقود من الزمن .
وقدمت في الندوة مقترح تشكيل لجنة لمتابعة مخرجات الندوة واستمرار التوعية بكافة اشكالها لمواجهة ظاهرة الثأر المدمرة.