أسماك الوزف إقبال كبير وفوائد متعددة (تقرير)

المدنية أونلاين_خاص

الوزف هو نوع من أنواع السمك صغيرة الحجم، يتم صيدها في سواحل اليمن الغربية ومضيق باب المندب.

وبعد عملية الصيد يقوم الصيادون بتجفيف الوزف من خلال تعريضه لحرارة الشمس عدة أيام تتراوح بين 5 و 9 أيام، قبل نقله إلى الأسواق المحلية، حيث يحتل سمك الوزف مكانا بارزا بفعل الطلب المتزايد عليه.

"فيصل عبدالله"، يعمل في صيد الأسماك في الساحل الغربي بمناطق تتبع محافظة لحج (جنوب)،قال لـ"المدنية أونلاين" إن "صيد كميات كبيرة من الوزف يتطلب البقاء في الساحل حتى تمتلئ الشباك بهذا النوع من السمك، ثم نقوم بنقله بعيدا عن البحر لتبدأ عملية التجفيف التي تستمر قرابة أسبوع أو أكثر قليلا، حسب الكمية التي يتم تجفيفها، وذلك بوضعها في أماكن مخصصة للتجفيف تحت أشعة الشمس.

عبدالله أضاف إن أسماك الوزف توجد بكثرة في سواحل اليمن الغربية وأهمها سواحل محافظة الحديدة، ومنطقة المخاء التابعة لمحافظة تعز، وساحل خور العميرة التابع لمحافظة لحج،وصولا إلى مضيق باب المندب والساحل الجنوبي في خليج عدن والبحر العربي.

وعن استهلاك الوزف قال فيصل إن تجار الجملة يأخذون الكميات المجففة إلى الأسواق المحلية في محافظتي لحج وتعز وغيرهما من المحافظات، مضيفا إن الأسواق تعرض أسماك الوزف بشكل دائم بسبب الإقبال الكبير عليها، خاصة في السنوات الأخيرة، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية نتيجة الحرب.

وتتعدد أوجه استخدام الوزف من منطقة إلى أخرى، ففي بعض مناطق محافظة لحج يضاف إلى الأرز أو مقبلات الطعام ليمنحه نكهة خاصة، بينما في مناطق محافظة تعز التي يكثر استهلاكه فيها، فيؤكل مع الخبز اما بطبخه مع بعض الخضروات أو بإضافته إلى الإدام بدون طباخة، كما يقول "سامي حسن،38 موظف حكومي مقيم في تعز".

ويضيف قائلا إن أسماك الوزف تعد مكونا رئيسيا في مكونات التغذية الأساسية في منطقته والمناطق المجاورة، مؤكدا إن تعدد استخدامها فضلا عن كونها رخيصة الثمن يزيد من إقبال المستهلكين عليها، موضحا إن كثيرا من أقاربه وأصدقائه المقيمين في المدن التي يقل وصول الوزف إلى أسواقها، يطلبون باستمرار تزويدهم به.

"أم يوسف، ربة بيت تقيم في محافظة لحج"، أفادت "المدنية أونلاين" إنها تحرص على شراء كمية مناسبة من الوزف مرتين في الأسبوع على الأقل، ثم تقوم بتجهيزه وتوزيعه حسب الحاجة، على مكونات الوجبات الغذائية.. مضيفة إن الوزف بات مكونا أساسيا لسهولة الحصول عليه وإمكانية استخدامه في أكثر من طريقة.

ومع إن الأسواق تعرضه باستمرار وبشكل يومي فإنه يتوافر بكثرة وبسعر زهيد مرة واحدة كل أسبوع، في يوم محدد لكل سوق من هذه الأسواق، فيوم السبت هو اليوم المخصص لهذا الغرض في السوق الموجود في "طور الباحة" كبرى المدن الواقعة غرب محافظة لحج، ويعرف ب(يوم السوق)،حسب "محمد حسن21 سنة"، الذي يعمل في بيع الوزف في سوق المدينة، وقال إن السوق في هذا اليوم يعرض كميات كبيرة من الوزف، ويمكن للمستهلكين شراء ما يحتاجونه بأسعار مناسبة وأقل بكثير من السعر في بقية الأيام، مضيفا إن الوزف يشهد إقبالا متزايدا في الآونة الأخيرة.

وأثبتت دراسة بحثية، إن أسماك (الوزف)،"غنية بالبروتينات وعناصر الحديد المفيدة لجسم الإنسان والدماغ وتقي من السرطان".

وذكرت الدراسة التي أعدتها الهيئة العامة لأبحاث علوم البحار والأحياء المائية بعدن في العام 2011، "إن أسماك الوزف، تتوفر بكميات كبيرة في مياه اليمن الإقليمية وخليج عدن وعملية اصطيادها سهلة"، مؤكدة أنها "تعد من الوجبات الرئيسية والشعبية في اليمن، وشددت الدراسة على "ضرورة اتخاذ الاجراءات التي تسهم في تكاثرها"، مشيرة إلى أن "العديد من البلدان العربية والأجنبية تسعى لاستيراد هذه الأسماك لفوائدها الكبيرة".