العودة للمدارس بالقطن.. تصطدم بارتفاع أسعار مستلزمات الدراسة
تقرير/ خالد بلحاجتبدأ معاناة أولياء الأمور في محافظة حضرموت، قبل أسبوعين، من حلول كل عام دراسي جديد، جرّاء ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية والملابس والأحذية وجميع متطلبات الدوام، والتي تشهد منذ سنوات تصاعداً مستمراً، غير أن مؤشر وتيرة جشع التجار ارتفع بشكل واضح هذا العام، وهو ما تسبب بهاجس مرعب وعبء ثقيل على كاهل المواطنين، الذين استنزف عيد الأضحى المبارك كل مدخراتهم المادية.
كما إن ارتفاع أسعار أجور النقل تُعد هي الأخرى مشكلة تشغل المواطن الحضرمي الذي عانى ومازال يعاني.
«الأيام» رصدت معاناة أهالي مديرية القطن بالمحافظة، ومدى استعدادهم للعام الدراسي الجديد 2019/ 2020م، الذي حلّ في ظل أزمات متعددة.
█ أسعار خيالية
تقول أم علي (30 عاما): "مع بداية كل عام دراسي ترتفع أسعار الملابس بصورة خيالية، وكذا متطلبات الدراسة من حقائب وأحذية، وهو الغلاء الذي يرد أصحاب المحال التجارية سببه إلى الأوضاع الأمنية ومشكلة الاستيراد وارتفاع الدولار، وما إلى ذلك من التبريرات غير المقنعة إطلاقاً".
فيما أكد صالح سالم (متقاعد) أن "ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، لاسيما الملابس والحقائب والأحذية، أربك المواطنين من ذوي الدخل المحدود، وجعلهم يكتفون بالنظر إليها فقط".
ويقول المواطن مبارك سالم: "إن بعض ضعاف النفوس من التجار والمستوردين استغلوا ارتفاع سعر الدولار وقاموا بتخزين البضاعة القديمة من العام الماضي وبيعها في الأسواق حالياً على أنها بضاعة جديدة ليحققوا من ورائها أرباحاً خيالية، فمثلاً كان سعر الشنطة الصغيرة 1200 العام الماضي، ووصل هذا العام إلى 2600 ريال، حتى الدفاتر والأقلام ارتفع سعرها 40 ريالا عن العام الماضي".
█ أسباب كثيرة
ويشير علي الحذيفي، وهو صاحب محل لبيع الملابس المدرسية، إلى أن كمية البضائع التي يبيعها خلال الموسم الدراسي تعادل ما يبيعه خلال أشهر عديدة.
يقول الموظف أبو رأفت، والد 5 أبناء: "الحياة تغيرت ولم تعد كما في السابق، بل كثرت المستلزمات وزادت أقساط المدارس وثمن الزاي المدرسي والكتب بشكل غير طبيعي، ولا أعرف سبب هذا الازدياد ولا يوجد مبرر لذلك".
وأضاف أحد الآباء: "ذهبت إلى سوق المدينة لشراء بعض المستلزمات المدرسية لأبني الذي يدرس في المرحلة الأساسية، ولكن هالني ما رأيت وما سمعت من أسعار حارقة ونارية لأسعار الملابس والحقائب والمستلزمات المدرسية".
بنطلون بـ (3500 ريال)، شميز (2500 ريال) وحقيبة مدرسية بـ (3500 ريال)، دفاتر وأقلام رصاص وغيرها (3000 ريال)، بإجمالي (12500 ريال)، ولوكان الواحد لديه 3 أو4 أولاد، ماذا يفعل؟ كم الراتب أو الدخل، وكم سيأكل وكم سيصرف على أولاده وعلى مدارسهم؟".
ويتابع: "حتى البضاعة الصينية المعروضة في السوق لها درجات مختلفة من حيث الجودة ما بين الجيد والرديء، وهناك أصناف ذات منشأ أوروبي وماليزي وتركي تتمتع بمواصفات أعلى من البضاعة الصينية، ولها عملاؤها وأسعارها، وهي في متناول الجميع، بغض النظر عن الظروف المادية التي يعاني منها المستهلك"، لافتاً إلى أن "الأسعار هذا العام منخفضة مقارنة بالأعوام الماضية، ولكن المشكلة أن المواطنين يعانون بسبب الأزمة وندرة الأعمال".
█ قلة التخصصات
وستظل هذه المعاناة تتكرر مع حلول كل عام جديد، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وانهيار العملة وجشع التجار، وعدم وجود حلول جذرية لدى الحكومة في التغلب على النقص وتوفير الاحتياجات اللازمة لدعم العملية التعليمية وعدم التوظيف والاكتفاء بالحلول الترقيعية.
الايام