الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة

المدنية أونلاين ـ متابعات :

إذا عرفتَ -أخي المسلم- فضلَ العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، فحريٌّ بك أن تخصَّها بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم. يقول أبو عثمان النهدي (من التابعين ت 95هـ): "كانوا -أي السلف- يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم".

وكان سعيد بن جبير -رحمه الله- إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه. [رواه الدارمي والبيهقي].

 

ومن الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:

 

1- أداء مناسك الحج والعمرة:

وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي ﷺ: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». [متفق عليه].

والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي ﷺ، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.

 

2- الصيام:

لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ قالت: «كان النبي ﷺ يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيّام من كل شهر». [رواه أحمد وأبو داود والبيهقي وغيرهم وصححه الألباني]. وقال الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم) عن صوم أيّام العشر أنّه مستحب استحباباً شديداً.

 

3- صيام يوم عرفة:

خصَّ النبي ﷺ صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: «صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده». [رواه مسلم عن ابن عباس].

 

4- الصلاة :

وهي من أجلِّ الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه: «وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه». [رواه البخاري عن أبي هريرة].

 

5- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». [رواه أحمد وصححه الأرنؤوط].

قال الإمام البخاري: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به.

 

6- الصدقة :

وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال ﷻ: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون} [البقرة:254].

وقال ﷺ: «ما نقصت صدقة من مال». [رواه مسلم]، وفي رواية: «ما نقص مالُ عبدٍ من صدقة». [رواه الترمذي وصححه الألباني].

 

7- وغيرها من الأعمال الصالحة، كقراءة القرآن، والاستغفار، وبر الوالدين، وصلة الأرحام والأقارب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمحافظة على صلاة الجماعة، والمحافظة على السنن الراتبة، وغيرها ..

 

نسأل الله أن يوفقنا لطاعته في هذه العشر وفي غيرها، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والحمد لله رب العالمين.