مضاربة لحج.. جزيرة المعاناة التي لم تكتشف بعد !

المدنية/لحج/خاص/محمد المسيحي:

لا يختلف اثنان على حجم المعاناة التي لحقت بهؤلاء الناس من أبناء مناطق نائية وبالأخص أبناء مديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج وترجع الأجوبة حول هذا إلى تجاهل المسئولين أمامهم وعدم عيهم بمعاناة ذلك المواطن البسيط الذي عجز كأهلة بل يرى الكثير اليوم بان أصحاب زمام الأمور يعملون بشكل متعمد على إذلالهم سواء كان ذلك في عدم توفير الحد الأدنى من مقومات العيش أم من خلال أحجامهم عن تقديم ابسط الخدمات التي هي واجب عليهم وهي حق مكتسب للمواطن المحلي الذي يرزح تحت نيران الفقر والجوع وضيق ذلك اليد من جهة أخرى ويعاني منذ عقود من سياسات الإقصاء والتهميش من جهة ثانية  . فأبناء مناطق مضاربة يعانون من الكثير من المتاعب التي أعجزتهم في ذات الوقت وهي مشكلة السفر في وقت القيلولة فهم يريدون توفير فرزة مع سقيفة للسيارات لكي تظلهم في وقت القيلولة والانتظار فحياتهم أصبحت "على كف عفريت" ربما يكون سفرهم والانتقال من محافظة إلى أخرى وخصوصا في الأوقات الحارة ففي مجمع هذه السيارات الخاصة بمواطني مناطق مضاربة لحج كل يشكو مما يواجهه من متاعب في أوقات غير ملائمة للسفر بسبب عدم توفر فرزة منتظمة لهم وحماية تقيهم الحر بحسب ما توفر لبعض الفرزات فشكاواهم متعددة أثناء أوقات السفر في وقت القيلولة  . ويرجع ذلك لأسباب نعرفها في هذا الاستطلاع.



  

- مناطق تفتقر لخدمات العصر فحياتهم بائسة رغم تقدم العصور وحداثتها ومن العجيب أن تلاحظ شرائح واسعة من أبناء المجتمع وثمة بشر في بلدنا وخصوصا في مناطق مضاربة الصبيحة مازالوا يعيشون حياة بدائية قديمة بكل معنى الكلمة وفي مختلف جوانب الحياة الإنسانية ويغتسلون بالأتربة من أعماق الجبال (المقطاطة) وذلك من قبيل التصوف، إضافة إلى بقائهم رغم تقدم العصر والحياة أسيرة للحرمان والتخلف والمرض والثأر. هناك في مناطق الصبيحة المعروفة بالعزة والإباء والشموخ التابعة إداريا لمناطق مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج فهي شريحة واسعة من الناس في هذه البقعة الهامة على الخارطة العالمية لوقوع المعبر البحري العالمي (باب المندب) ولكن في هذه المناطق تفتك بهم المعاناة التي لا تطاق من كل حدب وصوب، إذ يعيشون حياة قاسية جدا وشظف العيش أقسى من العلقم في قرى ومناطق قديمة تصل إلى أكثر من 64 منطقة وقرية نائية بعيدة وتفتقر إلى ابسط مقومات الإنسانية، لاسيما خدمات العصر الحديث ووسط منازل ودشم وأكواخ وأعلاف موزعة على قفار وجبال وصحاري وسواحل.

خطر الطريق !

عندما يسير مواطنو مضاربة لحج الوعرة والرملية وفي وقت القيلولة من الملاحظ أن المعاناة تزداد فهنا تجد الطريق مملوء بالحفر والأحجار الحادة التي تآكل إطارات السيارات كما تأكل النار الحطب، فالبعض يستغرب هل حكومتنا على علم ودراية بان هناك مناطق أو أبناء من الصبيحة يعيشون حياة قاسية وبائسة؟ هذا السؤال الذي يحير الكثيرين منا، رغم تواجد قادة من أبناء المنطقة ولكن لا وجود لهم فمنهم من يعمل قائدا ومنهم من يعمل أعمالا عدة ووجوده اخطر مما عدمه، لكن ما يدعو إلى الاستغراب والتعجب المستمر حقا هي حالة السكوت والتماطل تجاه هؤلاء المواطنين الذين أصبحوا في عجز دائم بعدم النظر إلى حالهم، فالحديث يطول عن الطريق التي أصبحت مطلب الجميع ولكن بسبب وعورتها وتجاهل المسئولين للربط في بعض المناطق المستغرقة لساعات أو أكثر للوصول إلى مناطقهم قد يكون خطرا في أوقات الليل أو النهار فلا توجد أي حماية لهم فحياتهم شاقة جدا. والأمطار التي تشكل الأوحال والسيول التي تصنع حاجزا طبيعيا يمنع السائقين من مواصلة الطريق ويدفعهم في أحيان كثيرة إلى العودة وإلغاء السفر إلى حين تسمح السماء بذلك، فعندما ينطلق سائقو السيارات من المدن أو من مناطقهم يجدون طرقهم مليئة بالحفر والمخاطر حيث أن السيارات من المستحيل أن تمر على هذه الطرقات غير المعبدة ودون أن تصاب بأضرار وكل حسب سرعته وخلال المرور لا تسمع من السائقين إلا آلام المعاناة.

ظروف صعبة !

 

رغم صعوبة هذه الظروف التي تواجه كل مواطني أبناء تلك المناطق النائية إلا أنهم مازالوا يعاصرون تلك الصعوبات بقسوة جدا دون رجوع إلى مخلفات الماضي فتجد عددا من الساكنين في أطراف الجبال قد تلوم الحياة ما يحدث لهم بعد الالتفاف اليهم ولو بعين المسؤولية التي وكل بها بعض الناس والعيب التخلي عن الشهامة وترك الأهالي يتجرعون مرارات العيش وكأنهم ليسوا من أبناء المنطقة فالأهالي يقاومون بصبرهم على العيش في مثل هذه الظروف التي تنعدم فيها ابسط شروط الحياة الكريمة.

المدن مسخت قياداتنا !

هكذا لسان حالهم يقول، قياداتنا لا وجود لها أصبحت المدن مأوى لهم ولم يتذكروا طفولتهم التي مرت عليهم في مرارة الحياة ولكن حياتهم أصبحت في نعيم وهم القادة علينا بمجرد القول فقط لا العمل لا تجدهم إلا في أوقات الفراغ ويتحدثون عن أنهم سيعملون، والكثير من أبناء المناطق القاطنة في صبيحة لحج يقولون أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا، فلماذا هذا يا قيادة لحج هل انتم غافلون أم إنكم جاهلون، عندما يتحدث الناس عن أن أكثر المناصب أصبحت لأبناء الصبيحة ولا يرون نورا في تنفيذ بعض المشاريع الهامة حتى أن المسئول أصبح محميا لا تستطيع مقابلته، هذا ما يقولوه الكثير من أبناء مناطق الصبيحة إنهم في سلة المهملات وليس لهم سوى التهم الموجهة إليهم فقط أن القيادة منكم وأشياء كثيرة وهذا قد يؤثر سلبا، عجبا والله قيادات مسختها المدن واهتمت بالمصالح الشخصية فقط لا تنظر لمعاناة أهاليهم الذين ينتظرون الفرج متى يظهر.

وعورة الطريق تحرم الأبناء من التعليم !


  

من يستجيب لهم ويعرف مطالبهم ليس مخالفة للمناطق أو المديريات الأخرى التي مطلبها هو ما هو موفر للجميع هنا تنتشر الأمية في مناطق نائية ومترامية ومنسية ليس لتخلفها وإنما هذا سبب افترضه البعض على أنفسهم فبعد المسافة ووعورة الطريق هو من جعل الآباء يحرمون بناتهم من التعليم في المدن وخصوصا الجامعي ويضاف في هذا المشقة الملائمة لهم في السفر، ولو أن هناك طريقا معبدا لكان المواطن له الحق في تعليم كل أبنائه في المدن لسهولة الوصول إلى المكان المحدد للدراسة في وقت مبكر ولكن حكومتنا تناست تلك الفئات التي غلب عليها الفقر، وغابت الدولة تماما عن تلبية الاحتياجات اللازمة لهم.

السفر في الظهيرة عناء ومشقة !


  

في البداية وفي هذا الأمر خصوصا تحدث إلينا الأخ عيدروس علي ثابت يحيى، قال: في الحقيقة السفر أكثر عناء ومشقة في بعض الأحيان ونضطر لعدم وجود أي مكان متسع في السيارة أن نجلس ملتصقين لا يقدر احدنا حتى على التنفس لزحمة الركاب وهذا كله عشوائية وهو في الحقيقة خطر علينا إلا أنه لا توجد نقابة مشرفة على عدد الركاب وكل سيارة تشحن وبهذا جعلنا مهددين في الخطر لوعورة الطريق وعدم وجود الفرزة وحتى إننا في أوقات الحر منا من يصاب بالمرض لعدم تحمله حرارة الشمس سواء في الانتظار في ساحة الفرزة أو الركوب على السيارة وأكثر ما نريده نحن جميعا الركاب والسائقين هو توفير فرزة منتظمة لأبناء الصبيحة "المضاربة" وأيضا توفير حماية لنا أي مظلة للفرزة لتقي الجميع الحر وهذا متوفر في عموم المحافظات والفرزات ما عدا نحن أبناء المضاربة لا اهتمام بنا. أما الأخ علي احمد ناصر المشولي فيحدثنا قائلا: بصراحة السفر في وقت الظهيرة (النهار) أصبح مشكلة يعاني منها الكثير خصوصا لعدم انتظام السيارات وكل سيارة تحمل ركابا محددين لكن ما نراه أن الكثير يتجاوزون العدد المحدد لركاب السيارات والبعض ممن يخل به والسب بعدم وجود النقابة العاملة للتنظيم وهناك تجد بعض سائقي السيارات يصلون في وقت متأخر، ويحمل "يشحن" الركاب أول ممن هو منتظر من اليوم الأول في الفرزة المكشوفة التي لا حماية ولا نقابة وكلا في مهب الريح فمطلبنا توفير لنا فرزة وإدراجنا من ضمن خطط النقابة حتى يكون هناك أهمية للركاب ومالكي السيارات أيضا من الخطر الذي يواجه كل المسافرين.

هل أصبح المواطنون مجرد أصوات انتخابية؟

! 

يتساءل الكثير عن الواقع الذي يعيشه هؤلاء المواطنون من شظف العيش والقسوة الواقعة بهم وهذا يعتبر في حسابات أمام هذا الواقع المزري عن حال المواطنين وعلى حساب أصحاب الزمام فهل أصبحوا يساوون اصواتا انتخابية فقط وهل القيادات في المديرية ومن لهم الشأن معنيون بأمرهم أم أن هناك وعودا عرقوبية لن تجد طريقها للنور؟. من يصدق بان ليس هناك فرزة للمنطقة في عدن ولا حتى مدينة أخرى كله على الماشي ويانصيب ومواسم مزاجية والجميع يطالب بفرزة ونقابة وتفعيل الخدمات في هذا المجال وخصوصا بعد معاناة الأهالي التي لا تطاق والتي وصلت لدرجة عدم قدرتهم على إسعاف مريض يصارع سكرات الموت ولا حتى إنقاذ مصاب بلدغة ثعبان قاتل وعقرب سام أو حتى صاعقة رعدية وليس هناك مجال للحديث حول هذا الأمر فمعاناتهم عديدة لا يتسع المجال لشرحها.