صاحب وصية الشدادي وشهادة التحالف..العميد السدعي شبح الحوثيين في ذمار "تقرير"

المدنية أونلاين_خاص

مع مرور الوقت أضحت المليشيات الانقلابية بمحافظة ذمار تتوجس خوفاً وذلك من خلال "التحشيد" المستمر لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من أبناء المحافظة استعدادا لتحرير مرتقب لمحافظة ترزح وما تزال تحت وطأة المتمردين على مدى عامين.

 

وبموازاة الإنجاز الذي تحققه قوات الجيش الوطني يوماً بعد يوم بمحافظة الجوف _39,495 كيلو متر مربع_ يزيد طموح قوات الشرعية بتحرير أكبر قدر ممكن من الجغرافيا اليمنية ؛ فأضحى الوقت ملائماً بالنسبة لقوات عسكرية تنحدر لمحافظة ذمار _جنوب العاصمة صنعاء_ بتحرير المحافظة من سطوة الانقلابيين والعمل على إنشاء معسكرات خاصة بهذا الخصوص.

 

أكثر من (10) ألاف مقاتل هو العدد المدون لدى المجلس العسكري في ذمار والذي من شأنه الشروع في البدء بتحرير المحافظة في حين بدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالوصول إلى محافظة الجوف خلال الأيام القليلة الماضية تلبية لدعوى سبق وإن أطلقها الجيش الوطني على أمل استكمال وصول بقية الأعداد للقوات لترتيب الصفوف والزحف إلى ذمار لطرد الحوثيين.

 

من جانبه ؛ قال العميد الركن "عبد الكريم السدعي" قائد اللواء الثالث عروبة ورئيس المجلس العسكري بمحافظة ذمار ؛ أنه في صدد استكمال عملية الإعداد والتجهيز للمعركة التي ستجرد محافظته من المليشيات وطردها وتطهيرها على المدى القريب.

 

ويؤكد العميد "السدعي" في حديثه ل"المدنية أونلاين" ؛ مستمرون في معركتنا ضد فلول المليشيات بمحافظة الجوف وتعقب الجيوب في الجحور وبالتالي سنستكمل حشد القوة الضاربة وسنعد العدة والزحف صوب ذمار لتطهيرها من أعداء الوطن".

 

وعن سير المواجهات مع المليشيا ؛ ذهب العميد "السدعي" بقوله ؛ "سنجهز القوة الكافية وسنخنق صعدة في وقت واحد مع تحرير ذمار ونحن على تواصل مع أبناء ذمار من قيادات ومشايخ وواجهات وأنهم على أتم الاستعداد وهم في انتظارنا على أحر من الجمر".

 

وكعادتها ؛ استشعرت المليشيا هذا الأمر وما سيشكله من خطر محدق على نفوذها وما تشكله من أهمية بالغة وموقعها الجغرافي الهام و المؤدي إلى العاصمة ؛ وشن القيادي الحوثي "أبو علي الحاكم" هجوماً عنيفاً على القيادات العسكرية التي تحشد مقاتلين من محافظة ذمار.

 

جاء ذلك خلال لقاء جمع القيادي الحوثي بمشرفي المليشيات بالمحافظة ذاتها موصياً مليشياته بإهدار دم أي شخص ينحدر من "مخلاف بني مسلم" أو من أسرة العميد "السدعي" بعد عجزهم حشد أي قوة للحوثيين في المنطقة ؛ وهذا الرفض وصفه القيادي الأخر للمليشيا "محمد علي الحوثي" ورئيس ما يسمى باللجنة الثورية للحوثيين بأن من يرفض رفد جبهات الحوثيين بالمقاتلين وصفه بالنساء.

 

هي الأخرى ؛ عمدت المليشيا من خلال قناة المسيرة وموقعها الإلكتروني على بث الإشاعة التي تذهب إلى مقتل العميد "السدعي" قائد اللواء الثالث عروبة كما تناقلته أبواق المليشيات على مواقع التواصل الإجتماعي لتحقيق إنتصار وهمي ليدحضه الجيش الوطني كالعادة.

 

أكثر من عشرة أخبار للمليشيا يتحدث في مجمله على مقتل العميد "السدعي" في كمين محكم بمحافظة الجوف كما جاء في سياق الأخبار الحوثية وتأتي هذه الإشاعات لتغطية الهزائم المتكررة والتي أفقدت المليشيات الكثير من المساحات التي كان يسير عليها بمحافظة الجوف حسب قوات اللواء الثالث.

 

لم تكتف المليشيا بهذه الإشاعات فسارعت خلال الأسبوع الماضي بإطلاق صاروخ بالستي على مقر اللواء الثالث بمحافظة الجوف والذي لم تسجل معه أي إصابات في صفوف الجيش الوطني فيما استغلتها المليشيات للترويج عن مقتل عدد من قوات اللواء الثالث بمن فيه "السدعي" نفسه في حين تمارس المليشيا الإشاعة باستمرار لإقناع أتباعها حسب متابعين.

 

ويعد العميد "السدعي" رابع أربعة ممن تسور بهم الشهيد الشدادي دربه وأحد الضباط المقربين له قبل استشهاده واصفاً إياه ؛ "بالصديق المخلص" ووكزه قائلاً والكلام هنا للشهيد الشدادي ؛ " عليكم بالتمسك والوفاء معه فهو من أخلص واصدق الضباط ولو أن بجانبي أربعة ضباط مخلصين من أمثال هذا لكنا وصلنا إلى كهوف مران وأعلنا النصر العظيم".

 

 وسبق للعميد "السدعي" أن شارك في أغلب المواجهات ضد المليشيات خلال الخمس السنوات الماضية ابتدأ من دماج ومروراً بعمران ومأرب والجوف إلى جانب عدد من قيادات الجيش الموالين للجمهورية والذين رفضوا الانصياع للانقلابيين ومقارعة الإمامة بثوبها الكهنوتي.

 

ويحض اللواء الثالث عروبة باهتمام هيئة الأركان الحالية والسابقة والمنطقة العسكرية السادسة ومحافظ الجوف نفسه ومتابعة رئاسة الجمهوري وذلك لدوره الكبير وما يلعبه على الصعيد القتالي وما يحققه من إنجاز بمختلف جبهات محافظة الجوف إلى جانب قوات الجيش الوطني ؛ نظراً لقدرته على حشد أكبر قدر ممكن من القوات لقتال المتمردين اعترفت قوات التحالف في تقريرها من خلال ممثل قوات التحالف بأن قائد اللواء الثالث عروبة رجل الميدان لإسهامه في المضي قدماً في مواصلة القتال ضد المليشيا.

 

هذا وكان اسم العميد "عبد الكريم السدعي" من بين الأسماء التي طلبها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من مشائخ اليمن بالعاصمة السعودية الرياض لكن الجبهة تعذرت الاستغناء عنه، مبدياً اعتذاره لعدم الحضور قائلاً "إن الميدان محتاج إليّ".

 

وينحدر العميد "السدعي" إلى مديرية "وصاب" بمحافظة ذمار وعرفت أسرته بولائها للجمهورية ومناوئتها للنظام السابق واستماتت أسرته بالمشاركة بدعم جبهة دماج حينها بالمال والسلاح ناهيك عن دعم شباب الثورة التي أطاحت بالنظام السابق.

 

ونظراً لمكانة والده الذي يعد من رجال الأعمال قدمت الأسرة مبالغ طائلة للجيش الوطني الفتي في ذلك الحين وذلك بعد اجتياح المليشيا للمحافظات اليمنية عام 2015م والمشاركة في "تحشيد" المقاتلين من أجل الانخراط بصفوف الشرعية لمواجهة الانقلاب.