أغلقت المستشفى بسبب أعمال عنف.."أطباء بلاحدود" تطالب بضمانات لاستئناف نشاطها بعدن

في أحد أقسام المستشفى التابعة للمنظمة

المدنية-تقرير-خاص

طالبت منظمة أطباء بلا حدود بضمانات حكومية ومحلية لمعاودة نشاطها في مدينة عدن جنوب اليمن بعد إغلاقها للمستشفى الجراحي التابع لها وإجلاء جميع المرضى جراء التوترات وعمليات إطلاق النار التي وقعت في المجمع والمنطقة المحيطة به في حي عمر المختار بعدن يوم 27 سبتمبر أيلول من الجاري.

 

وقالت " آنا جاريلا" منسقة المشروع،الثلاثاء ل"المدنية أونلاين" إن حياتنا وحياة المرضى معرضة للخطر ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة لتوفير بيئة طبيعية لنشاطنا الإنساني".

 

وعن شكل الضمانات قالت:"نطالب بضمانات أمنية من قبل وزارة الداخلية بصنعاء وحالياً هناك حوار يجري معها للتوصل إلى حلول لمطالبنا كما نطالب المجتمع المحلي في عدن من منظمات مجتمع مدني وأحزاب ومواطنين بالتعاون معنا للحفاظ على الخدمة المقدمة من قبلنا وضمان استمرارها".

 

وكشفت "آنا جاريلا" لأول مرة ملابسات الحادثة التي دفعت المنظمة لإغلاق المستشفى قائله:أقدم عدد من الجنود إلى المستشفى لاعتقال أحد الذين كانوا يتلقون العلاج لدينا من جراء إصابة تعرض لها وحدث إطلاق نار متبادل بين  أشخاص يعتقد أن لهم صلة بالمريض وكانوا يقبعون خارج المجمع الطبي والجنود القابعون داخل المجمع" ووصفت ما حدث "بالفظيع" وأنه كاد أن يعرض حياة الطاقم والمرضى للخطر وهو ما دفع المنظمة لوقف نشاطاها وإجلاء المرضى حتى تتوفر الضمانات المذكورة حد قولها.

 

وطالبت "جاريلا":بعدم تعريض حياة المرضى إلى الخطر لا سيما أولئك الذين يتلقون العناية الطبية اللازمة وأنه في حالة ثبت تورطهم في قضايا أمنية فإنه يتطلب وضعهم تحت الرقابة ولا يجوز أخذهم إلى السجون بينما هم بحاجة للعلاج والعناية الطبية لأن ذلك يعرض حياتهم للخطر..مشيرة ألى أن المنظمة مستعدة  لمتابعة الحالة الصحية للمريض في أي مستشفى تراها الجهات الرسمية أنها مناسبة لنقل المطلوبين المرضى أو المصابين إليها.

 

ومستشفى أطباء بلا حدود هو مستشفى جراحي ومستقل, يقع في المبنى المستقل خلف مستشفى الوحدة – مديرية الشيخ عثمان , وتم افتتاحه رسمياً في الـ19 من ابريل 2012 . ويعالج المستشفى الجراحي أو المرضى المحولين بسيارات الاسعاف المدعومة من قبل المنظمة في الضالع وأبين, وكذلك الحالات المحولة من مستشفيات أخرى والتي تحتاج جراحة انقاذ حياة.

 

 وللمستشفى سعة سريرية تتمثل في 40 سرير , غرفة عمليات , وحدة عناية مركزة, مختبر , غرفة اشعة , عيادات خارجية , دعم الصحة النفسية , علاج طبيعي وسيارة اسعاف تعمل على مدار الساعة وتقدم المنظمة خدماتها للمرضى بعيداً عن التفريق وبغض النظر عن الجنس واللون , وكل العناية المقدمة من المنظمة للمرضى بما يشمل الغذاء اليومي لهم وللمرافقين والأدوية مجانية بالكامل.

ويتكون فريق المنظمة من 100 موظف يقومون على العمل في المستشفى , بما يشمل الجراحين , المخدرين , الأطباء , الممريضين وإخصائيي العلاج الطبيعي .

 

وتقول المنظمة أنها "انفقت ما يقارب ال 300000  € لاقامة المستشفى , وستغطي تكلفة تشغيلية بما يقارب الـ 1.3 مليون يورو في العام. منذ افتتاح المستشفى , عالجت منظمة أطباء بلا حدود ما يقارب أكثر من 500  حالة  جراحية , 80% من الحالات هي    حالات جراحية متعلقة بالعنف ( اطلاق نار وانفجارا ت), وتقوم المنظمة بما يقارب 7 عمليات جراحية لانقاذ الحياة في اليوم.

44 % من الحالات تأتي من محافظة عدن , 43 % هي حالات محولة أبين ( الاكثرية من جعار ولودر ) و 8 % من الضالع .

 

 

حتى اللحظة , قامت المنظمة بعلاج أكثر من 34 إصابة من رجال الأمن (يشمل الأمن العام , الأمن المركزي والجيش ) في مستشفاها الجراحي, و تم تحويل 3 حالات لمستشفى أطباء بلا حدود في عمان – الأردن للجراحات التجميلية والمعقدة  وتتحمل كل التكلفة وبما يشمل المصروف اليومي للمرافقين .

 

وذكرت منسقة المشروع بأن المنظمة الإنسانية تدعم مستشفيتان خارج عدن،الأولى في جعار بمحافظة أبين افتتحت في أغسطس 2011 والثانية في منطقة لودر نفس المحافظة الواقعة على ساحل البحر العربي جنوباً وتم افتتاحها بداية العام الحالي وتقدمان خدمات طبية لضحايا الصراع والأهالي المتضررين بسببه كالأطفال والعجزة والحوامل والنساء وغيرهم ممن لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات وتتحمل المنظمة بحسب"جاريلا" تكاليف علاجهم في مستشفيات أخرى في حال تتطلب الأمر نقلهم إليها.

 

وأطباء بلا حدود منظمة مستقلة, وفي اليمن, المنظمة لا تقبل الدعم المالي من اي جهة حكومية وتعتمد بالكامل على تبرعات الافراد الخاصة.