اليمن تودع أحد أعلام النقد الأدبي
ودعت اليمن اليوم الشاعر والناقد عبد المطلب جبر، أستاذ الأدب والنقد بجامعة عدن منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وبرحيله فقدت اليمن واحدا من أعلام النقد العربي واكاديميا أشرف على عشرات الرسائل والبحوث العلمية، وظل حاضرا بين زملائه وتلاميذه بشعره ونقده ومحاضراته، كما واداؤه في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بالإضافة لمشاركات أخرى داخلية وخارجية.
ورغم أنه اثر العمل بصمت فقد حظي بشهرة واسعة سواء في محيط جامعته وبين طلابه أو في المحيط العام، وليس أدل على ذلك من حالة الحزن التي خيمت بسبب رحيله المفاجئ.
يقول عنه صديق طفولته وزميله الدكتور مسعود عمشوش أستاذ الأدب المقارن: عبد المطلب ولد عام 1952، في محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، وفي مدينة شبام التاريخية التحق بالمدرسة الابتدائية ثم الإعدادية. أما المرحلة الثانوية فقد قضاها في مدرسة سيؤن الثانوية.
في العام الدراسي 1971/1972، كان يدرس في المستوى الثالث حيث كنت أدرس مع أخي سالم، وكان مستوى عبد المطلب في اللغة العربية ممتازا منذ تلك الفترة. وكان شديد الإعجاب بالشاعر اليمني الراحل “لطفي جعفر أمان”، وبعث إليه بعدد من الرسائل والمحاولات الشعرية. وقد رد عليه الشاعر لطفي أمان وعبر له عن إعجابه بتلك المحاولات، وفقا للدكتور عمشوش.
أما الدكتور /علي الزبير أستاذ الأدب فقال إن جبر يعد واحدا من أساتذة الرعيل الأول الذين أسهموا في توطيد دعائم قسم اللغة العربية في جامعة عدن تدريسا وإدارة واشراف؛ كما عده الزبير واحدا من الذين تفردوا بسعة الثقافة وغزارة العطاء فضلا عن أخلاقه العالية وتواضعه الجم.
وأصدر الراحل عبد المطلب جبر عددا من الدراسات النقدية التي تعد مراجع مهمة للباحثين والمختصين في قضايا الأدب والنقد في اليمن، منها “تجديد الوعي وحدود التجديد في شعر باكثير”، و”الرهينة وعذوبة الحكي”، ويعد الشاعر والروائي علي أحمد باكثير من ابرز أعلام الأدب اليمني والعربي، كما تحتل رواية “الرهينة” للراحل زيد مطيع دماج موقعا مميزا في مصاف الأدب العالمي، وترجمت إلى أكثر من سبع لغات.