وصفت زيارة الرئيس بالناجحة..الخليج:تطالب بتسريع الحلول لأزمات اليمن

بعد الزيارة الناجحة التي قام بها مؤخراً الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدد من دول العالم، بهدف رئيس هو حشد الدعم الاقتصادي لبلاده، يكون هادي قد حصل على دعم سياسي ومالي كبير من الدول المانحة، لإخراج اليمن من غرفة الإنعاش التي دخلها منذ مدة والبدء بإعادة ترتيب البيت الذي خربته الصراعات السياسية والعسكرية والاجتماعية منذ سنوات طويلة وعصفت به بشكل كامل العام الماضي.

 

تحركات هادي إدراك لخطورة الأوضاع التي لم تستقر بعد، وتحتاج إلى جهود إضافية لمنع انتقال الفوضى إلى كل أرجاء اليمن، في ظل شعور الناس بغياب الدولة ، سواء على مستوى الشمال أو الجنوب، وغيرهما، والمطلوب التحرك بشكل أكبر لتطويق مؤشرات الانهيار والدخول في مرحلة الفوضى، وهي مرحلة إذا ما دخلها اليمن فإن الرجوع عنها لن يكون سهلاً.

 

في المقابل فإن على القوى الفاعلة في البلاد أن تكون عوناً للرئيس هادي الذي يحاول ترميم ما أفسدته الصراعات الحزبية والسياسية والقبلية خلال السنوات الماضية، فهذه الصراعات ليست وليدة اليوم، بل كانت مخبأة تحت قبضة القوة التي حكم بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ويجني اليمنيون مآسيها.

 

من المهم أن تمنح القوى السياسية كافة الرئيس هادي فرصة لإعادة تنظيم وترتيب البيت اليمني المتصدع، من خلال التعاطي العقلاني مع الأحداث والتطورات وعدم المبالغة والإسراف في المطالبات التي تبدو غير ممكنة في هذه الظروف، كما لو أن الرجل لديه العصا السحرية لمعالجة الكوارث التي خلفتها صراعات العقود الماضية من حكم النظام السابق، ومن نتائجها بروز النزعات الانفصالية في الجنوب، واستنساخ الحروب في الشمال، وهو ما برز في السنوات الأخيرة عندما أحكم الحوثيون قبضتهم على المناطق التي تقع تحت سيطرتهم بعد ست حروب فاشلة دفع اليمن كله ثمناً لها دماء وأموالاً.

 

في ذروة الخلافات بين القوى اليمنية التي بدأت تبرز إلى السطح مؤخراً، يجب ألا تغيّب مصلحة اليمن عن أذهان هذه القوى . صحيح أن خريطة التحالفات ستتغير بين الحلفاء والخصوم السابقين، إلا أنه يجب ألا تتحول التحالفات الجديدة إلى معول هدم للإجهاز على ما تبقى من مظاهر الدولة بحدودها الدنيا، وعلى هذه القوى أن تبدأ بالتحرك لإظهار دعمها للخطوات الإنقاذية من أجل إنجاح المرحلة المقبلة وهي أهم المراحل في تاريخ اليمن الحديث والمتمثلة في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، المقرر عقده نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فهو الوسيلة الوحيدة لرسم وجه اليمن المقبل.

 

في المقابل على الحكم تسريع وضع الحلول الكفيلة بمنح الشعب الأمل في التغيير من خلال قرارات تقضي على المظاهر السلبية التي خلفتها أحداث العام الماضي، وأبرزها إنهاء حالة الانقسام في مؤسستي الجيش والأمن والبدء برسم معالم خطة طريق تكون قادرة على نقل اليمن من مربع الخوف والقلق إلى مربع الأمن والاستقرار.