«الفيسبوك» منحنا فرصة للظهور على سطح يسيطر عليه الكبار.. لارا الظراسي: الأنثى مخزن للتفاصيل
«الفكرة هي المحرك لفعل الكتابة العصي».. هذا ما تقوله كاتبة القصة اليمنية لارا الظراسي، أثناء توصيفها لفعل الكتابة من منظور أنثوي، بعد أن قدّمت تجربتها الخاصة من خلال إسهاماتٍ منشورة هنا وهناك، ومشاركات في عدة أمسيات وورشات عمل داخل دولة الإمارات وخارجها.
وتضيف في حوار مع «الاتحاد»: الكتابة أكثر الأعمال بهجة، لا تحتاج إلى مكان معين أو إلى توقيت محدد، أنا أكثر فوضوية من هذا، فهي الباب السري للعوالم المتخيلة، الباب الذي أهرب منه لأعيش كما أريد، أو كما كنت أتوقع، لنقل هي الطريقة الشرعية للهرب من الواقع.. ثم أنها فكرة جديدة أو على الأقل تناول جديد لفكرة قديمة، إحساس جديد.. مختلف، وروح كاتبة تحب ما تعمل.. لنقل تعيش ما تكتب.
لكن من دون شك، عندما تكون الكتابة فعلاً أنثوياً، فإن لها نكهة مغايرة لتلك المعتادة، حيث أن الأنوثة تدخل في تفاصيل التفاصيل، وهو ما تعلّق عليه: «الحياة علمتني أن أكون أنثى ليس فقط بالشكل الفيزيائي ولكن بالذكاء الفطري الذي جعلني أعيش في مجتمع يؤمن أن المرأة آخر اهتماماته – هذا إذا كانت موجودة أساساً في لائحة الاهتمامات -، الحياة الأنثوية مخزن للتفاصيل، الحزن والوجع والضحك والفرح كلها مكونات موجودة في الحياة، عند الأنثى تكون مضاعفة مما يجعل لكتابتها مذاقاً خاصاً. كذلك فإن النهايات المتوقعة تصيبني بالملل».
وتؤكّد: «كتابتي مزيج من ثقافتي ومن حياتي التي كانت نتاج ثلاث بيئات مختلفة امتزجت بها حتى صارت جزءاً مني «اليمن ومصر والإمارات»، من هذا المثلث الساحر .... أكتب.. ومما لاشك فيه أن الذكريات والتفاصيل، والزوايا المهملة، والمهمشة، هي المحرك الحقيقي للكتابة والقراءة معاً، الأحداث الكبيرة تقولها الصحف تتحدث عنها الأخبار، ما وراء الأحداث الكبيرة هي الفضاء المفتوح للكتابة، الشخصيات التي لا نعرف بوجودها، الأوقات التي واجهت الناس في زوايا الأحداث الكبيرة.. كل هذا الجنون مصنع دائماً للأفكار والجمال..».
بالمقابل تتحدث عن ضرورة اللجوء إلى «محسنات» نفسية واجتماعية وتاريخية، إلى جانب الخيال. أو بمعنى آخر: مراوغة الواقع بألف خيال، بالاستناد على الوعي في أبعاد الشخصيات، احتراماً لوعي القارئ.
أيضاً تشير إلى فعل الكتابة في الوقت الراهن وتفاعله مع القارئ المعاصر، والذي يرتبط شئنا أم أبينا بوسائل التواصل الاجتماعي: «منحنا «الفيسبوك» كشباب مغمور فرصة للظهور على السطح الذي يسيطر عليه دائماً الكبار. جعلنا نتعرف على شعراء وقاصين وروائيين ونقاد، شبكات التواصل الاجتماعي أعطت للشعراء الشباب ما بخلت به وسائل الإعلام التقليدية منذ ظهورها إلى الآن. حيث وجّهت النقاد وعوالم المهرجانات إلينا قليلاً، لقراءة ما نكتب، وللترحيب بنا».
أما عن المشهد الثقافي في دولة الإمارات، فتؤشر وانطلاقاً من مكانها، على الكتابة النسائية الإماراتية التي صنعت لنفسها وضعاً خليجياً متميزاً جداً. مبيّنة: «الكاتبات الإماراتيات استوعبن دور الكتابة في التعبير عن إبداعهن ورؤيتهن وحياتهن، هناك الكثير من الأسماء الإماراتية المتميزة في عالم الشعر والرواية و القصة القصيرة. وإن هذا التميز النسائي في الإمارات تجاوز فكرة الكتابة الأدبية وولج إلى فكرة المساهمة في صنع الكتاب، يوجد اليوم العديد من دور النشر الإماراتية 100% لكاتبات وناشرات إماراتيات، كان وعيهن بأهمية الكتاب هو الشرارة الحقيقية لافتتاح دور للنشر».