للإصلاح تنظيماً وأفراداً.. من أجل هذا الخطاب قامت الثورة

نبيل البكيري-نقلا عن صفحته في فيس بوك.

قطعت جهيزه قول كل خطيب كما تقول العرب، لا فض فوك استاذنا ومفكرنا الكبير محمد سيف العديني، ودعني وأضيف أيضاً لما قلته تلك المقولة التي دائما ما كنت أرددها، ولا زلت حتى بعد هذه الثورة، التي كان يقول لي البعض بحدوثها أنها مقولة خاطئة، وغير بريئة، وهي " أن حزب الإصلاح مفتاح التغيير في اليمن " كون التجمع اليمني للإصلاح بالفعل يمثل المفتاح الحقيقي لهذا الوطن، وبدون إصلاح هذا المفتاح لن يصلح شيء وهذا ما نلاحظه بعد هذه الثورة العظيمة. فمثل هذا الخطاب الذي توجه به الاستاذ والمفكر محمد سيف العديني، يصب في نفس إتجاه مقولتي السابقة،و لا شك أنه الخطاب الأبرز والأكثر حضوراً في الحالة الإصلاحية منذ عشر سنوات مضت، ولكن إشكالية هذا الخطاب الذي يعبر عنه الاستاذ محمد، هو أنه خطاب عقلاني موضوعي هادئ يسعى للتغير ثقافياً و سياسياً في آن، مقابل حالة تنظيمية أكثر صلابه وصلاده وحذر في تعاملها مع هذا الخطاب العريض في الحزب، ولا شك أن هذه الحالة التنظيمية هي التي تحولت إلى ما يشبه الغاية التي طغت على دورها كوسيلة محضة، للإصلاح، وليست غاية في حد ذاتها، وهو ما أفقد كثيراً من حيوية الفكرة و رونقها، وجاذبيتها أيضا. فالمطلوب الآن وفي هذه المرحلة المفصلية من تأريخ البلاد اليمنية كوطن وشعب، وأحزاب وتيارات، و في مقدمتها حزب التجمع اليمني للإصلاح، أن يعي جيدأً أن محاولة التماهي و"التصانج" إن صح التعبير عن ضرورة التغيير الجذري في بنية الحزب التنظيمة ورؤيته الفكرية والسياسية، فأن نتيجة عدم حدوث ذلك لن تتوقف على مستقبل الحزب فحسب، بل كارثيتها على المشهد الوطني كله، و ما يعتمل على السطح اليوم من إحمائات غبية و نتيجة طبيعية في ذات الوقت، لحالة التكلس التغييري الممانع، - متغاقلين أن الديمقراطية هي إكسير الحياة لكل هذه الأحزاب والتنظيمات والدول والمجتمعات المعاصرة - الذي تبديه قيادات هذا الحزب الكبير والحقيقي على الساحة الوطنية، رغم كل ما بداخله من تباينات و تناقضات، هي بحاجة فقط لإدارتها وليس للقضاء عليها وإنهائها. الفرصة ذهبية مواتية لإحداث تغيير حقيقي في حزب الإصلاح، ستنعكس أثارة على كامل المشهد اليمني الراهن الذي يمر بحالة من التيه واللا رؤية واللا موقف لهذه المرحلة المفصلية التي سيتحدد علي ضوئها مستقبل البلاد لألف سنة قادمة.