كيري في مهمته الفاشلة والأخيرة

يعني بتجبرونني ضروري أنني أتكلم في السياسة . خيرة الله عليكم .


ماهذه الدوشة التي أسمعها اليوم عن مبادرة كيري ووقف إطلاق للنار وتشكيل حكومة وطنية في اليمن ؟؟؟!!!.
أنا اقول لا لا ، لايمكن ذلك ولاشئ من ذلك . ما فيه شي من هذ الكلام سيحصل أبدا على الأرض . اطمئنوا .
بمعنى آخر أنه لن يحصل شئ من هذا لأنه أصلا مستحيل الحدوث وأسباب استحالته تحتاج كتابة مقال آخر يشبه الكتيب الصغير . وأنا أكره تأيف الكتب أصلا . إذا لا تنتظروا هذا الشئ حتى يحدث .


الذي حصل وسيحصل فقط هو أن التحالف ( السعودية ) والشرعية ( هادي ومن معه ) قد ينحنوا شكليا أمام العاصفة الدولية ( الأمريكية ) وربما يتماشوا ظاهريا مع أية مبادرة تطرح هذه الأيام من كيري المنتهية ولايته أصلا أو من غيره من الوسطاء.
أما على الأرض فلا جديد سيحدث ولا مبادرات سترى النور . بل بالعكس تماما ، لقد اشتدت المعارك أكثر في تعز وأتوقع في باقي الجبهات ستسمعون تصعيدا في الأيام القادمة وأسلحة ثقيلة ربما ستدخل على خط المقاومة .


أنا أرى أن التحالف والشرعية يبلون بلى حسنا بغض النظر عن بعض الملاحظات عليهم ، ويلعبون على عامل الزمن الذي لا يصب في صالح الإنقلابيين وحلفاءهم ( الإمريكان) هذه الأيام تحديا ، بقدر ما يصب في صالح الشرعية والتحالف العربي وهذا ما دفع بكيري بعد فشل ولد الشيخ لسرعة التحرك والتدخل وتقديم آخر جمالة بمقدوره أن يقدمها للإنقلابيين وعلى رأسهم وكيل أمريكا في المنطقة ( علي عفاش ومنظومته السابقة التي بنتها أمريكا على حسابها الخاص وعادت لترتب اوراقها إنطلاقا من حضرموت هذه الأيام ) وما عليكم في الحوثي ومبردقينه فهم لايعنون كيري في الدرجة الأولى ولا الأخيرة .


أقول لكم سيحاول أن يفعلها كيري قبل رحيلة ورحيل حكومته من البيت الأبيض لأنهم يرون حليفهم هنا يمر بمأزق حقيقي يتطلب منهم سرعة التدخل وهم في نفس الوقت خائفون من أن تنشغل الإدارة الأمريكية القادمة لفترة من الزمن بترتيب الشأن الداخلي الأمريكي ، وإعادة ترتيب البيت الداخلي مما قد يكون أصابه من تصدعات بسبب فوز ترامب ويخشون أنهم قد ينسون أو ينشغلون عن حليفهم عفاش ويظل بدون رعاية في لحظة حرجة يمر بها وحصار خانق واشتداد المقاومة فيسقط عليهم وهم عنه غافلون . لذا لابد من تحرك عاجل وسريع الآن لتدارك الوضع وانقاذ عفاش ومنظموته السابقة من الإنهيار التام وهذا ما يقوم به الآن كيري بالضبط .


والشرعية والتحالف العربي لابد أن يظهروا هذه الأيام شيئا من المرونة والتجاوب ولكن من الناحية الشكلية فقط ، كما قد أشرت سلفا ، ولغرض تضييع الوقت واللعب على عامل الزمن لا أكثر ولا أقل ، وهذا كان واضحا من التردد والتململ الذي أبداه هادي والسعودية في القبول بخارطة الطريق التي ووضعها ولد الشيخ طبعا برعاية أمريكية .


والخلاصة أن الحرب ستحسم قريبا وخلال أشهر معدودات وبواحدة من خيارين لا ثالث لهما إما إستسلام الإنقلابيين بشكل أو بآخر ولسبب أو لآخر ( وأسباب فشلهم كثيرة وموجودة يصعب حصرها هنا ) ، أو الخيار الثاني وهو هزيمتهم عسكريا .
والسلام ...وبيننا وبينكم الزمن . هو الخصم والحكم .