اختناق عدن

إذا كان الطقس في عدن حار خانق , فالعلاقات العامة أكثر اختناقا , بفعل الشحن والتحريض , لقوى الصراع المعطل لفكرة الدولة , والتجاذبات المعيقة لدور المؤسسات , اختلفوا بوعي , فالاختلاف نعمة , نعمة تتضح بين أوساط الناس ورضاهم , وحسن واقع الحياة العامة من خلال الارتقاء بالعلاقات العامة.

سوء العلاقات العامة , هو فشل واضح في إدارة الاختلاف , والتعامل مع الآخر كشريك , وإتاحة الفرصة له في التعبير والرأي , في تنافس نزيه كلا يقدم نفسه للناس , وهم يختارون بأريحية.

العلاقات العامة هي أسس بناء الهيكل الاجتماعي ، وقوة المجتمع التي تبقيه علي قيد الحياة ، ومتماسك ذو إرادة وسيادة.

العالم الحي يهتم ببناء الهيكل الاجتماعي , فهو أهم من الماديات , هو باني التنمية , ونحن نهد هذا الهيكل , ندمره , نشقه شق ونمزقه تمزيقا , بجهل وتخلف لا نظير له , وللأسف بحجج واهية لا علاقة لها بالوطنية ولا بالاستقلال ولا بالتحرر, لان من يقوم بمثل هكذا عمل لا يفقهون معنى الوطنية ولا الاستقلال ولا التحرر هم مجرد رعاع و غوغاء وشغب , وسقوط مدوي للثقافة والأخلاق , فالتحضر والنمو , لا يستقيم واللغة الهابطة وشحن وتحريض , وتسميات سوقية تطلق على مكونات اجتماعية او سياسية واحتقار وكراهية , حافظوا على بنا هيكل المجتمع فلا تدعوا الجهلة والمتخلفين يعبثون بما تبقى من علاقات لرأب الصدع وردم الهوة والشروخ التي سببها المستبد , المتخلف المنحط يزهو ويفتخر وهو يخترع اسم نكرة ينم به خصومه والمعارضين له.

المجتمع وحده القادر على صناعة التغيير ، بأن يستمد قوته من حقوقه وتطلعاته ، ورفض الاستحواذ والاستئثار بها من قبل أطراف سياسية تضع نفسه وصيه علي هذا المجتمع والناس بالشعارات والواقع بعكس حقيقته ، المجتمع وحده الذي يدفع ثمن الفشل والخذلان ، وضياع مستقبل ابنائه ام هم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

مقالات الكاتب