في ذكرى الشهيد عبده نعمان الزريقي

21 من شهر مارس يذكرنا باستشهاد قائد المقاومة الشعبية بالحجرية عبده نعمان الزريقي.

جاء ذلك اليوم من سنة 2021 حزينا مؤلما بكل ما تعنيه كلمات الحزن و الألم.

كان عبده نعمان حاضرا من وقت مبكر في المقاومة ، فمن المعلوم أن تعز بدأت تتأمل في سبل المقاومة منذ أن داهمت مليشيا الحوثي محافظة إب، و باتت تعز ضمن المخطط الهمجي لهذه المليشيا.

وكانت كل مديرية من مديريات المحافظة تدرس خيارات المواجهة و سبلها، رغم تواضع قدراتها التسليحية؛ حيث حضر المسدس، و البندقية الإنجليزية القديمةBF و التي تعرف بالكندا، و أحسن ما كان متوفرا إلى حد ما لدى الناس هو البندقية الآلية، على قلة من الذخيرة.

بمجرد وصول مليشيا الحوثي إلى مدينة تعز، تسترت مليشياته تحت عباءة بعض المعسكرات؛ ذلك أن القيادات الرسمية لكل الألوية انحازت للمليشيا، و هو ما سهل لها الانتشار و التموضع في المواقع الحاكمة داخل المدينة، و في المؤسسات، ثم الانتشار إلى المديريات المهمة في الأرياف.

كان يوم 22 من مارس 2015،اليوم الذي بدأت مليشيا الحوثي تتخذ نقاط تمركز بمدينة التربة و بعض الطرق المؤدية إليها.

ترك المسؤولون الرسميون مواقعهم و أعمالهم بما فيهم مدير أمن المديرية، و بدأ أفراد المقاومة يتوافدون من مختلف العزل، فيما انطلقت الدعوة لمسيرة شعبية لكل من مديرية الشمايتين و المقاطر ة تقوم يوم 24 من مارس 2015م.

كان حوثة و متحوثون قد تمركزوا في عدة اماكن مهمة من المديريتين، غير أن السيل الشعبي للمسيرة الشعبية في ذلك اليوم كنس الحوثية و المتحوثين رغم سقوط عشرة مواطنين بين شهيد و جريح.

تعزز دور المقاومة بقياداتها الشعبية التي كانت قد أخذت تعد نفسها بالمتاح اليسير لمثل هذا اليوم، و كان أول أمر تسارع إليه ملأ فراغ المدينة أمنيا و عسكريا، و كان الشهيد عبده نعمان حاضرا مع إخوة له آخرين في الميدان، حتى أنه عندما جاء منصور معيجير قائد اللواء35 مساء يوم طرد شلل المليشيا من التربة و ما حولها، رأى في الطريق مجاميع المقاومة و استعداداتها الامر الذي ازعجه، مع العلم أنه خرج من تعز تحت مبرر كاذب، و أنه ذاهب بعملية التفافية لفك الحصار عن كتيبة منضمة للشرعية بلبوزة.

تبين للمقاومة بمدينة التربة كذب معيجير، فأعطي إنذارا من قبل قائد مقاومة الحجرية عبده نعمان الزريقي بأن أمامه فرصة للخروج بأمان إلى وقت الفجر، فخرج منها قبل الفجر، مذعورا يترقب.

قامت مديريتا الشمايتين و المقاطرة، و من خلال مدينة التربة بدور فعال في حماية طريق تعز التربة إلى طور الباحة، و مثلت مدينة التربة، على الدوام، القاعدة الخلفية للمقاومة بتعز، رغم كل محاولات البعض لمحاربة هذا الدور البطولي لها.

و في كل هذه المهام كان دور قائد مقاومة الحجرية عبده نعمان الزريقي دورا بارزا في كل حين.

مضى العقيد عبده نعمان الزريقي دون كلل أو ملل في اداء مهامه في المقاومة، ثم في الجيش الوطني بروح فدائية إلى أن لقي ربه شهيدا في 21 من شهر مارس 2021م. بجبهة؛ لتخسر المقاومة، و يخسر الجيش الوطني هامة عملاقة، و قامة كفاحية أبية، يشهد لها الجميع.. فلا نامت أعين الجبناء.

مقالات الكاتب