دولة محطمة
زرنا خلال الايام الماضية عدد من المؤسسات والوزارات في العاصمة عدن، اما بغرض انجاز معاملات او زيارة اصدقاء، وللاسف وجدنا الاوضاع لا تسر عدوا ولا صديق.
وجدنا مؤسسات محطمة، ووزارات راكدة ومتقوقعة، ليس فيها حركة ولا روح، كما وجدنا مسؤولين مزنبلين لا يحضرون للدوام الا منتصف النهار، ووزراء لا يداومون في مكاتبهم الا لماما.
كان الاحباط هو السائد في او ساط الموظفين، ناهيك عن الشعور بالتذمر وعدم الرضى بما يحدث في مؤسساتهم ووزاراتهم، اما الناس الذين لديهم معاملات فانه تستخدم ضدهم سياسة التطفيش بسبب المماطلة وعدم اهتمام المسؤولين المختصين بانجاز اعمالهم على اكمل وجه.
حكومة فاشلة ليس لها اي نموذج ناجح يمكن القياس عليه، ورئيس حكومة ليس له دور ولا هدف غير المكوث في القصر لادارة الصفقات، وأعماله التجارية الخاصة.
أحزاب ومكونات تتسابق على الوظائف والمناصب لكنها فاشلة في الإدارة، غير قادرة على تحقيق النجاح لا بصورة كبيرة ولا متوسطة، والهدف من هذا التسابق هو الحصول على الاموال والإمتيازات وتحقيق النفوذ الذي توفره السلطة لاغير، اما خدمة البلد والناس فهو امر منعدم ولا يمكن التفكير فيه مطلقا.
وضع باعث على الاحباط فعلا، ولم نكن نتوقع انه سيكون بهذا الشكل، خصوصا وان الناس قدمت تضحيات كبيرة من اجل التغيير وبناء الدولة.
دولة محطمة، لم تات القوى الجديدة المشاركة في السلطة بجديد، ولم تستطع الحفاظ على ما كان موجود من ايجابيات، لقد حطموا كل شي في طريقهم وهم يتجهون صوب المناصب والمكاسب والثراء.
الفساد ليس له حدود، ويتم بصورة فجة وسمجة يتعسف القوانيين بصورة تثير الشفقة والخجل،وقد قال احدهم مقرا: الفساد اليوم يتم بلاحشمة عكس ما كان في السابق.
السيطرة على الأرض لا تعني السيطرة على التراب والأحجار، وانما السيطرة على المؤسسات بدرجة رئيسية، وإدارتها بطريقة صحيحة وإيجابية، ومكافحة الفساد، وإشاعة الأمل بين الناس بامكان التغيير والتطور.
لا يمكن ان تذهب تضحيات الناس سدا، فلابد من يوم ينتصر فيه الناس لتضحياتهم الجسيمة.