التحالف مع الأفعى!
بعد أحداث شبوة وأبين، وعلى خلفية نوع من الإحساس بغبن أبناء بعض المناطق، ظهرت بعض الأصوات التي تدعوا للتحالف مع الحوثي بدعوى مواجهة "الاحتلال" في الجنوب.
هذه الأصوات تجهل أن الحوثي هو رأس الشر، وهو الذي فتحت حروبه البلاد على كل أنواع التدخل الدولي والإقليمي.
والغريب أن الأصوات التي تدعو للتحالف مع الحوثي تقول إنها تدعو لتحالف سياسي، لا علاقة له بطائفية الحوثي، وكأن وكيل طهران في اليمن حزب سياسي يؤمن بالصندوق، وكأنه لم يقل إن الله اختاره لحكم اليمنيين، الأمر الذي يلغي معنى كلمة يفرغ كلمة سياسة من كل معانيها.
على كل خذوا العبرة ممن سبق وتحالف مع الحوثي قبلكم، في 2011 دخل الحوثي ساحات الثورة مع الإصلاح، وفي 2014 كانت سجونه تعج بقيادات الإصلاحيين عدا عن آلاف القتلى منهم، وفي 2015 أعلن الرئيس الراحل صالح التحالف مع رأس الأفعى، ولم يأت 2017 إلا وصالح مضرج بدمه بيد حليفه الغادر، عدا عن آلاف السجناء والمهجرين.
نصيحة: اقترح على كل من يخدع نفسه ويخدع الآخرين بالدعوة للتحالف مع الحوثي، أقترح أن يعود من منفاه ويحاول التعايش مع الكهنة ولو لشهر واحد في صنعاء، أو أقترح أن يستطلع آراء أهل المدينة تحت سلطة النهب والسرق، ثم بعد ذلك يطلق دعوته للتحالف مع الأفاعي.
همسة: مهما كان الاختلاف مع الانتقالي، إلا أنه لم يستورد أيديولوجيا خارجية، ولا خطر منه على البنية الثقافية والتعايش المذهبي، ولم يقل عيدروس إن الله أمر بتوليه، والخلاف معه سياسي لا مذهبي، فلا تتركوا مسارات الأحداث تؤثر في تمييزكم لخيوط النسيج.
ونصيحة: الإخوة في الانتقالي، هناك شعور متزايد لدى بعض الجنوبيين بالغبن، وهو ما يدفع البعض للاعتقاد بأن التحالف مع الحوثي سيخلصهم مما يرونه إقصاء وتهميشاً، غير مدركين أنهم يريدون اللجوء لمن همش الجميع هروباً ممن يرونه همشهم هم، ولذا مهم للانتقالي استيعاب التعدد والانفتاح على الجميع.