من وحي الذكرى

في 2011 صنع الشباب منجزا ما كان له أن يكون، ولا أن يفكر به أحد، شق طريقه بثبات بدءا بسلميته التي أكسبته تعاطف الملايين، واحترام من وقفوا في وجهه, فضلا عن إجماع العالم على مشروعية مطالبه, مرورا بتلك المرحلة التي أفرزت واقعا جديدا, وجمعت اليمنيين حول طاولة واحدة, وصولا إلى ذلك الحدث التاريخي الذي توج بمخرجات حوار وطني شامل, في ظل حكومة توافقية امتدت لعامين متتاليين، وحينما ابتسم ذلك الحلم واستوى على سوقه وأعجب الزراع حصد ثماره شذاذ الآفاق، وغدر به آخرون وباعوا واشتروا فكانت الصفعة المخجلة في وجه الشباب الأنقياء الصادقين المخلصين.

"رزعرتك نخلا فاجتنيتك حنظلا

فما حيلتي إن حنظلت نخلاتي" 

يا رفاق الحناجر الصادحة بالسلام، إذا كان شباب الثورة يعتقدون أنهم قد أدوا واجبهم وأنجزوا المهمة وأصبحوا في شهر العسل، فإن من تعرس هو الحوثي، أما أنتم يا رفاق النضال فإن عليكم النهوض والخروج من حالة الوهم إلى مصارحة النفس والانخراط في معسكر التحرير جنبا إلى جنب مع طيف واسع من أبناء اليمن قرر النضال؛ 

كل فرد من موقعه، من مترسه، من المكان الذي ينزل فيه، يجب أن نحشد كل الجهود في البحث عن فرصة أخرى نحقق الهدف الذي خرج من أجله شباب فبراير. 

في عام 48 قامت ثورة مباركة، وكانت الشرارة الأولى والمغامرة الحقيقية والبطولة النادرة في وجه التخلف الكهنوتي، لكن بعد أن تم الالتفاف عليها، لم يركنوا إلى فعلهم ومبادرتهم إنما قرروا العمل وبذل الجهد والإعداد، فلم يبقوا مشدودين نحو 48 أو أن يكتفوا بشعارات ومناسبات، لكنهم بحثوا عن يوم يحقق أحلامهم وينجز أهدافهم، ويعيد الاعتبار للثورة والثوار، فكان يوم ال26 من سبتمبر.

مقالات الكاتب