فتحي بن لزرق والراي العام

نشكر الأخ الصحفي المبدع فتحي بن لزرق ومن معه من رفاق مهنة المتاعب ,على تفوقهم في تنشيط الراي العام , ومحاولاتهم اختراق فوضى غياب الدولة والنظام والقانون , بل انفلات  القيم والمبادئ والاخلاقيات , وما خلفه ذلك الانفلات من ظلم وقهر وتعسف بحق الوطن والمواطن والسلم الأهلي.

استطاعوا النجاح في استعادة شقة أولاد المغفور لها المرحومة جميلة جميل الإعلامية المرموقة بنت عدن الحبيبة , عدن التي فقدت مضلتها الحامية من الضرر , وهو النظام والقانون , التي تذوب فيها القبيلة والعصبية في بوتقة المدنية , فلا تستند على عصبية و بندقية وعنف , من تضرر لجأ للقضاء , فينصفه او يدينه.

هذا النجاح الذي حقق رضاء وتعاطف الناس , بعد أن استطاع الفريق جعلها قضية راي عام , أي انها أصبحت قضية كل مواطن في عدن , الا الفاسدون والباسطون والناهبون , صارت كابوس تهدد مصالحهم المكتسبة بالحرام والاجرام.

اعتبر نجاح في ظل كمية الفشل الموجودة, حتى وان تجاوز النظام والقانون , واعتمد على صلح ذات البين , والاعتماد على حلف اليمين , ومساهمة راس الحكومة في تعويض من اقسم اليمين , رغم وجود الاستدلالات من مكالمات ومنشورات يمكن للنيابة والقضاء ان يعتمد عليها , فكانت المشكلة لا قضاء ولا نيابة , وحكومة عاجزة اكتفت بحل القضية بكم دولار , واستكمل الإعلاميين بقية الاحتياجات , بدعاية إعلامية ( عدن بخير ) تنافس ابطالها على تقديم الدعم , كانت النقطة الأضعف في هذه الدعاية هم الأطفال , الذين عانو ولازالوا يعانون بعد فقدان سندهم الام جميلة , وغاب الاب في , وانعكاسات تلك المعاناة على الشخصية والنفسية , وما قاموا به  زملائي الاعلامين من محاولات تعويض لذلك الفراغ في البحث عن الدعم , بجهود جبارة يشكرون عليها , لكنها لن تعوضهم عن الام والأب والمثل والكبير الذي سينمون ويكبرون على يديه وتحت مراقبته ونصائحه.

مثل هذه المبادرة الطيبة , نحتاجها للتعويض حجم الفشل الذي نحن فيه , فشل مؤسسي , وعنجهية ثورية , وشطط وتهور عقلية , وانانية مفرطة , جعلت البعض اداة هدم وتدمير , لأعمدة بنا المستقبل , من الانسان ونشأته ونموه , حتى ثقافة المجتمع والأفكار السامية التي يجب ان تسود , و تعطيل دور المؤسسات , من التعليم الى المؤسسات الخدمية والمرتكزات الاقتصادية , وتحصيل الإيرادات ثم تنتهي بتعطيل أدوات الرقابة والمحاسبة والقضاء والنيابة , عن أي مستقبل يتحدث هولا بعبط الشعارات والوعود والعهود , معهم شوية ارجوزات يلمعون القبح.

نجحوا في المحاولة الأولى , ولكنهم فشلوا في الثانية , لان الناهبين والباسطين عرفوا اللعبة , ومستعدين يقسموا اليمين انهم يستحقوا (حق الحفاظة ), حق الحفاظة المصطلح العفاشي , الذي عانا منه الجنوب ولازال يعاني , وسيظل يعاني ما لم يتحرر من ثقافة الفيد وسلوك البسط والنهب والفساد بكل اشكاله وصوره القبيحة , ومستعد يساومك بحق الحفاظة , او تنتظر لحين يفتح الله علينا بعقول تدرك حجم معاناة الناس من تعطيل القضاء وتحويلة لا داءة سياسية في معركة عبثية ضحيتها المواطن , وادواتها موالون او باعوا ضمائرهم لشيطان السياسة والمدياسة. 

استمروا زملائي في اخترق هذا الفشل الفظيع الذي يدمر حياتنا , واستمروا في محاولات انعاش الضمائر , والراي العام ليعرف مصالحه جيدا , ويكشف حقيقة الزيف القائم , وارجوزات الزمان والمكان , والله معكم لما فيه خير الوطن والأمة لأنصاف المظلومين وتخفيف قهر المقهورين.

مقالات الكاتب