هل تستفيد الشرعية والانتقالي من فرصة الشراكة؟
يمثل الإعلان عن الحكومة الجديدة فرصة كبيرة للشرعية لإعادة ترتيب أوراقها من جديد في الجنوب كما يمثل ذلك فرصة كبيرة للمجلس الانتقالي لإعادة ترتيب أولوياته السياسية داخل الحكومة الشرعية التي أصبح جزءا منها بعد الإعلان عنها.
وكل من الانتقالي والشرعية يمثلان مكسبا لبعضهما البعض سوف يعمل على مساعدتهم لتخطي فترة الصراع والتنافر الى عملية الاندماج في سياق واحد يوفر قواسم مشتركة لإدارة الدولة واستعادة مؤسساتها المصادرة والمدمرة.
ستكسب الحكومة الشرعية حليفا قويا في الجنوب ومؤثرا في الشارع ولديه قوات عسكرية وامنية فاعلة في الساحة داخل عدن والمناطق المجاورة الأمر الذي سيوفر للحكومة الجديدة حاضن اجتماعي وسياسي كبير كما سيوفر لها الحماية الأمنية الكاملة وتأمين تحركاتها في عدن والمناطق المحررة.
ومن ناحية أخرى سيكسب المجلس الانتقالي فرصا عديدة من خلال مشاركته في الحكومة فهو سيصبح كيانا معترف به إقليميا ودوليا فضلا عن الصبغة الشرعية التي ستمكنه من التحرك السياسي بشكل جيد أفضل مما كان عليه سابقا، بالإضافة إلى كونه سيحظى بتجربة مهمة في إدارة الدولة من خلال الخمس الحقائب الوزارية التي منحت له عدا عن غيرها من المناصب الأخرى كنواب وزراء ووكلاء ومحافظين وغيرها.
لكن التحدي الأكبر يتمثل في الخطاب السياسي والإعلامي فهو بحاجة إلى إعادة صياغة تتلاءم والظروف الجديدة التي أوجدها اتفاق الرياض في صورة حكومة الشراكة واعتقد ان كل المكونات والأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة معنية بإعادة صياغة خطابها بما يوفر الكثير من فرص نجاح الحكومة وعدم وضع العراقيل أمامها.
لن تنجح الحكومة إذا ما استمر الخطاب المتشنج لمكوناتها السياسية فالجميع معني بتقديم التنازلات في هذه المرحلة الحساسة التي يعاني فيها البلاد من كارثة اقتصادية محدقة توشك أن تدفعه إلى المجاعة بالإضافة إلى انعدام الخدمات واضطراب الحالة الأمنية وغيرها من المشكلات التي تحتاج حكومة قوية ومتماسكة ولديها صلاحيات واسعة.
ويمكن أن نقرأ في اتفاق الرياض مؤشرات عديدة منها اهتمامه بالقواسم المشتركة بين المكونات والأحزاب السياسية وعدم إخضاعه الوحدة اليمنية للنقاش في الحوار الذي تم في المملكة العربية السعودية كما لم يناقش المتحاورون خيارات شكل الدولة القادمة في اليمن ما يعني أن الدولة الاتحادية ستكون هي القاسم المشترك بين الجميع وعلى هذا النحو يفترض ان تصاغ الخطابات السياسية والاعلامية للمكونات والأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة بعيدا عن التناقض والقفزات المضرة وللعلم فان اتفاق الرياض الذي يؤسس لعقد جديد من الشراكة بين الجنوب والشمال يلقى دعما دوليا كبيرا بل اصبح محورا للتحركات الاقليمية والدولية.
ويبقى على المكونات والأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة مغادرة خنادقها السابقة وخطابها المتأزم والهدام وفتح صفحة جديدة للسلام والمحبة والشراكة والعمل الصادق والوطني من أجل انقاذ البلاد مما تعانيه من أزمات خطيرة وتوحيد الجهود باتجاه استعادة الدولة اليمنية اما من خلال الانتصار في المعركة أو بتحقيق السلام الشامل والكامل الذي يعيد لليمنيين الأمل في إمكانية العيش الكريم في بلدهم الكبير على قيم المواطنة والمساواة والعدالة والحرية.