ثورة 14 أكتوبر.. الهوية والدولة والمستقبل

إذا كانت ثورة سبتمبر هي محصلة لنضالات اليمنيين ضد هيمنة حاكم مستبد ظالم يعتبر امتدادا للحكم السلالي المتخلف الذي طوق اليمن وأبقاها رهينة للتخلف، فإن أكتوبر هي محصلة لنضالات اليمنيين ضد الغزو الاستعماري الأجنبي الذي يعتبر امتدادا لتطلعات القوى الاستعمارية للسيطرة على بلادنا منذ مئات السنين.

بدأ نضال اليمنيين ضد المستعمر منذ وطأت أقدامه تراب الوطن واستمرت في مراحل ومحطات مختلفة يجمعها الرفض للخضوع لحكم المستعمر والانطلاق في النضال من ثوابت الهوية العربية الإسلامية التي لا تقبل الضيم من الأخ فما بالكم بالغازي البعيد ديناً ولغةً وثقافة.

ابتعد الجيل الجديد عن فهم فكرة الثورة ضد المستعمر والمحتل الانجليزي ولعلها تكون فرصة مناسبة هذه الأيام مع احتفالات شعبنا اليمني بالذكرى 57 لثورة أكتوبر لتذكير الجيل وتبصيره بتاريخ يعود ويتكرر هذه الأيام وإن بشكل غير مباشر ليستلهموا الدروس والعبر.

خرجت ثورة أكتوبر بتحقيق هدفها الرئيسي وهو طرد الاستعمار، وتحقيق منجز تأسيس الدولة، ونتمنى أن نستفيد اليوم من كل ماتحقق لرسم مستقبل البلاد والوصول للاستقرار وتحقيق التنمية في خضم ما يعتمل اليوم في المنطقة من تهديدات ومع ظهور الأطماع الاستعمارية الاستحواذية مجدداً بأشكال مختلفة.

مقالات الكاتب