إلى أبنائي: هذا سبتمبركم

لم نكن نحفل كثيرا بفعاليات ثورتي سبتمبر وأكتوبر ونحن صغار حيث تفتحت مداركنا على وضع يحكم فيه الاستبداد وينتشر الفساد وتحضر المقارنة دائما بين واقعنا وغيرنا من الدول الأفضل حالاً، إضافةً للجهل بتاريخ الثورة وتفاصيل مراحلها ونضالات الشعب في سبيل الخلاص من الظلم والاستبداد الإمامي والهيمنة الاستعمارية بعد ملاحم خالدة قدمها أفذاذ الرجال ، وكان للحكم المستبد دوره الذي لاتخطئه عين في هذا التجهيل ..

اليوم رغم سوء الحال الذي نعيشه أضعاف ماكان في صغرنا من حيث ضعف السيادة وانهيار الاقتصاد وضعف مؤسسات الدولة الا أن لذكرى سبتمبر المجيد وأكتوبر العزة وقع يختلف عن أي وقت مضى، وذلك لظهور وجه السلالية الاستعلائية مجدداً بصورة أقبح وأكثر قتامة، وعودة التدخل الخارجي العابث بالسيادة الوطنية والكرامة اليمنية. 

اليوم وطوال ست سنوات يقدم الشعب اليمني أرواح ودماء وتضحيات في سبيل الوقوف أمام هذه الأخطار المهددة للكيان الجمهوري والمكتسبات التي تحققت لتشتعل جذوة الثورة في نفوس اليمنيين بقوة أكبر وقودها دمائهم وتضحياتهم التي ترتفع نبراساً للخلود على طريق الثوار الأوائل الذين هبوا ضد الحكم الاستبدادي وقاوموا حكم الاستعمار الأجنبي الذي لايبحث الا عن مصالحه .. 

احتفوا بيوم الخلاص والعزة الذي نقل اليمن من حكم المستبد والمستعمر إلى حكم أبناءه وإن حصل ماحصل من إخفاق وقصور في السابق تسبب به متسترون بالثورة القوا بها عند أول منعطف يتعارض مع مصالحهم وذواتهم الدنيئة .. 

فلتكن سبتمبر لكم نبراساً للنضال والحفاظ على مكتسباتكم وحقوقكم في الحرية والعيش بكرامة ومساواة على تراب اليمن العظيم .. 

مقالات الكاتب