عزيزي العدني

هناك من قام بترسيخ فكرة لديك بأن السياسة رجس والعمل الحزبي ضلال والتوجه نحو المطالبة بالمشاركة في الحكم هو رغبة في الاثراء والسرقة وأنه من الخير الابتعاد عن السياسة ومشاكلها ..

قرأت لبعض المتميزين من أبناء عدن حين يريد إعطاء رأي في قضية عامة فيبدأ منشوره بعبارة أقسم بالله العظيم أنني لا أنتمي لأي حزب ولم يسبق أن انتميت ولا أبي ولا جدي !!  تصوروا هكذا قال أحدهم بالنص !!

كانت عدن في عصرها الذهبي _ كما يقولون_ تزخر بالأحزاب والتكوينات السياسية والتي كان على رأسها نخب مثقفة ومتعلمة وقيادية من أبناء عدن خاضت النضال ضد المستعمر وبعضها عمل في إدارة المدينة، بينما في السنوات الخمسين الماضية اختفى دور أبناء عدن السياسي والقيادي وبالمقابل تدهورت أوضاع المدينة من سيء إلى أسوأ .. 

وظيفة السياسي المحافظة على المكاسب الوطنية وتقديم كل الممكن لتحقيق الحياة الكريمة للشعب وهذا لايتأتى الا بالاستقرار الذي لايريده المتكسبون من الحروب والفوضى، وكذلك لاتحبذه مراكز النفوذ المتصارعة على عدن منذ الاستقلال ومنذ الوحدة ..

لن تتحلحل أمور عدن من ذات نفسها ولن يترك أي نافذ جنوبي أو شمالي قروي أو مليشاوي مابيده الا اذا وجدت مشاركة سياسية فاعلة لأبناء عدن عبر الأطر السياسية الموجودة أو عبر غيرها، وتكون هناك قيادات فاعلة من أبناء المدينة تحمل رؤية وطنية تراعي خصوصية هذه المدينة، وتستثمر كل معطيات الواقع مثل مخرجات الحوار الوطني و منجزات مقاومة عدن الباسلة ..

من المفترض أن تصحوا عدن من وهم الابتعاد عن السياسة وأن يدرك أبناؤها أن كثيراً مما أصاب المدينة هو بسبب إخراج أو عزوف القيادات من أبناءها وترك الملعب للغير ممن لايجيدون إدارة قرية فما بالكم بمدينة كانت يوماً عالمية ..

مقالات الكاتب