مساءات يمانية (3)

عدن.. مليحة عاشقاها السل والجرب

منذ الاستقلال بل وقُبيله وإلى يومنا هذا وعدن تعاني من أزمة الثنائية الصراعية والتي وإن انتهت بانتصار طرف فإنها سرعان ماتعود لتتجدد بشكل أو بآخر جاعلةً المدينة مسرحاً لهذا الصراع .. 

بقيت المدينة على حالها نفسه الذي خلفه الاستعمار ماخلا بعض فترات كان الهدوء حاضراً فتم اختلاس بعض المنجزات هنا وهناك ومع ذلك لم تسلم من يد العبث والتخريب والدمار وآخرها كبرى دورات الصراع كارثة انقلاب وعدوان الحوثي وعفاش وماتلاها من تداعيات وفوضى .. 

هل يمكن لأبناء عدن أن يفهموا مدينتهم كما فهمها الاستعمار والذي استطاع بدهاء أن يتكيف مع طبيعة عدن التعددية والمتسعة فأبقى عدن مسرحاً للتنوع الفكري والديني والسياسي والتجاري والفني واستمر في نهجه دون أن يمس هذه الروح التي بدونها لايمكن تحقيق أي استقرار  ..

التاريخ واضح وقال كلمته مراراً ومن يكرر الخطأ فلايستحق النجاح والانتصار ..  عدن لايليق بها حكم شمولي أحادي ولاتستطيع العيش والتنفس والازدهار الا بتعدد في جميع المجالات يتعايش فيه الجميع سواء من اليسار واليمين، والاشتراكي والإصلاح، والسلفيين والصوفيين وغيرهم من مختلف المكونات والتوجهات .. 

عدا ذلك ومن يزعم أن عدن لاتصلح الا لفصيل وهي ضد فصيل فهو إنما يخون روح عدن وينحاز لدوامة الثنائية التي تعصف وتعصف بعدن ..

مقالات الكاتب