شركاء متشاكسون في عدن

يحلو للبعض أن يعزو مايجري في عدن لفقدانها سلطة الزعيم وأجهزته .. آخرون يعزونها لضعف الجنوبيين وعدم جدارتهم بإدارة الدولة .. وغيرهم يحمل السلطة الشىرعية أسباب الفشل كلها..

الحقيقة غير ذلك فنظام علي عبدالله لم ينجح بسبب شخص الحاكم، والشرعية لم تفشل لعدم توفر الإمكانيات، والجنوبيين لم يفشلوا لأنهم جنوبيون..!

هناك سنن وأسباب تؤدي للنجاح وتحقيق الإنجاز وأخرى تسبب الفشل وقد كرر علينا الدكتور محمد حيدرة مسدوس عبارة يصلح اليوم أن نتذاكرها سوياً وإن كانت في مسار آخر ..
"وحدة الهدف شرط موضوعي لوحدة القيادة ، ووحدة القيادة شرط ذاتي لتحقيق الهدف"
لايمكن بحال أن تتشكل قيادة تدير المدينة وتنظم سير الحياة فيها مالم يكن هناك هدف واحد يتفق ويجتمع عليه الجميع، اما اذا تعددت الأهداف والمشاريع فهذا بطبيعة الحال وببساطة لن يقود لتشكيل قيادة واحدة يمكن أن تحقق أي هدف مرجو، و تحقيق أي هدف لن يحصل نهائيا بدون قيادة واحدة ورأس واحد ..

كان اتفاق الرياض يحمل بشائر انفراج لأنه حمل مضامين تسير نحو توحيد القيادة والتي ستتجه نحو هدف واحد وهو دحر الانقلاب واستعادة الدولة وحل جميع المشاكل العالقة عبر مؤسسات الدولة وتحت إدارتها، ولكن مع الأسف لم توجد النوايا الصادقة..

مالم ينته العبث بحياة الناس واستقرارهم ومصالحهم تحت مقامرات أحيان باسم دولة الجنوب وأخرى باسم قواتنا المسلحة الجنوبية ومن هذه الشعارات التي كشفتها _لمن لم يبصر مبكراً_ خمس سنون مريرة ومؤلمة، فسوف تستمر المدينة تحت عبث الشركاء المتشاكسون..!!

وهل تستوي إدارة المتشاكسين مع إدارة القيادة الواحدة ذات المشروع الوطني الواحد والواضح ( إنهاء الانقلاب والاستفتاء على الدستور وإدارة البلاد بنظام الأقاليم ببرلماناتها وممثليها)

هل يستوون؟
.
.
علي سعيد الأحمدي
15 أبريل 2020م

 

مقالات الكاتب