واقع الشباب الديني والسياسي!

يتلقى معظم "الشباب العربي" اليوم كل ما يخص الجوانب الدينية والسياسية من دخلاء هدفهم الأساسي حرف بوصلة الشباب واستقطابهم وتجنيدهم ضد الوضع الطبيعي لفهمهم الذي يكاد مقبولا على الأقل وضد دينهم وأوطانهم أحيانا..

اليوم هناك تحشيد هائل ضد الشباب من أجل تغييبهم عن الفهم الصحيح للدين وكذا اعتبار الأوطان على أنها مساحات وقطع جغرافية يمكن بيعها وعدم الاكتراث بها، وذلك لإدراك خصوم الأوطان أن الشباب هي القوة التي ستحدث التغيير الذي يريدونه بسرعة وانتشار رهيبين، ولذا فعلى الشباب الحذر والانتباه..

على الشاب أن يمتلك رؤية وشخصية قوية لا يمكن التأثير عليها بمجرد الكلام واختلاق الأكاذيب وتأليف القصص وصناعة البطولات أو الأحداث التي تجعل من الشاب يتحمس بدون تفكير أو إدراك لحقيقة ما يحدث، فالعالم اليوم يتجاذب لكسب الأوطان عبر الشباب، وهناك هدفين لهؤلاء هو الجانب الاقتصادي والجانب الديني لأنهم يدركون كذلك أن الدين مؤثر جدا كونه عبارة علاقة روحانية بين الإنسان وروحه وما يؤمن به، وما يؤمن به الإنسان لا يمكن أن يخالفه أبدا.

ولذا فواجب الشباب اليوم أن يكونوا حريصين على اختيار تعليمهم وكيفيته، وأن لا يندفعوا إلى كثرة الجدال غير المفيد حتى لا يصبحوا مجرد ثرثارين بين الأمم، وعليهم القراءة والاهتمام بالعلم وتعلم كل شيء ما استطاعوا إلى جانب تخصصاتهم حتى يتمكنوا من خدمة دينهم وقيادة أوطانهم.

أما بالشكل الحالي فنحن كمن ينتظر الآخرين أن يصنعوا لنا قائدا يقودنا ويعلمنا ديننا حتى إن كان لا يؤمن بنفس الدين، فيصنع لنا الدين الذي يريده، ومن يقفون خلفه سيصنعون لنا من يقود أوطاننا بعد ذلك حتى وإن لم تكن له أي علاقة بوطننا، ويجب أن يغيب عن ذاكرتنا الفخ الذي وقعت به الحبيبة سوريا من اختراق الجاسوس الاسرائيلي "إيلي كوهين" لها الذي كاد أن يحكم البلاد لصالح ألد خصوم سوريا في ١٩٦٤م.

فالأمانة التي نتحملها اليوم هي صون وحماية ديننا وأوطاننا وأن لا نسمح باختراقهما من خلال الاجتهاد واستنفار أقصى طاقاتنا في التعلم والاهتمام بجوانبنا العلمية بدلا من الركون على الآخرين وأن نستخدم عقولنا وطاقاتنا في التفريق بين المفيد والضار، فالعالم اليوم يستهدف ويتحرك بالعلم أولا، ما لم فسنبقى تحت رحمة من لا يحبنا ولا يحب الخير لنا ولديننا وأوطاننا.

[email protected]

مقالات الكاتب