الشراكة الجنوبية بين الدعاوى والحقيقة

يحلو للبعض أن يدعي بأن لديه الحل لقضية الجنوب وأنه يحمل الرؤية الأفضل لحل كافة الاشكالات والعقبات التي تعترض مسير القضية.
يحلو له أن يدعي أن مكونه هو الأكبر هو الأكثر انتشاراً هو صاحب الشعبية الأوسع وأن قادته هم القادة الأفذاذ الذين يستطيعون إدارة دفة قضية الجنوب.

بل ربما يحلو لهم أشياء أكثر من ذلك شاهدناها وعشناها واقعاً مع عدة مكونات حراكية جنوبية عاشت هذا الشعور ومارسته في إطار الثورة السلمية الجنوبية.
شاهدنا ذلك في 2007 وفي 2009 وفي 2011 وغيرها.
شاهدنا وقتها المؤسس والمفجر والشرعي والوحيد والأوحد _ والواحد الله_. 
ومع الأسف كل هذا التفرد والإنتشاء المؤقت لم يأت بنتيجة حقيقية تترجم تعطش الجماهير الجنوبية لمن يحمل قضيتها وهمها بالشكل المطلوب.

اليوم ونحن نعيش في ظل استحقاقات سياسية وظروف حرب ومستقبل مخيف للبلاد نرى المشهد يتكرر بحذافيره وكأنه لا اتعاظ ولا اعتبار بما جرى قريباً وماجرى سابقاً بين الفصائل الجنوبية المختلفة منذ بداية الحراك بل و منذ الإستقلال.
يظل الإنفراد والإستعلاء على الرفقاء والاعتداد بالدعم الخارجي سلوك جنوبي يتكرر ويستبعد أفكار أساسية لبناء أي دولة كالشراكة والحرية والعدالة. والأغرب أن أصحاب هذا السلوك يعلنون صباح مساء أنه قد تم اقصائهم وفض الشراكة معهم وذلك اذا جاء الحديث عن مناصب ومكاسب!! . أما اذا كان الحديث عن مستقبل الدولة ومصير البلد فلا تحضر قيم الشراكة ولا العدالة فهي فقط في المكاسب أما القيادة وتقرير مصير البلد فهي حكر لطائفة بعينها..

يا إخوتنا الى متى نستمر هكذا ومتى يمكن أن نعتبر من ماضينا ومتى نصل جميعنا الى قناعة مشتركة بأن الوطن للجميع ولن يشهد الوطن استقراراً ولا تنمية الا باشتراك جميع ابنائه وتنازلهم لبعضهم كما علمتنا الأيام..

تواضعوا لبعضكم وتقاربوا يرحمكم الله فهذا أجدى وأولى من أي تقارب مع أي أحد غير اخوة الوطن ..

مقالات الكاتب