تحول الموقف الامريكي في المنطقة
يبدو ان الموقف الامريكي اخذ في التغير تجاه قضايا المنطقة، فبعد المواقف السلبية، والغامضة، لادارة اوباما، بدا ترامب اكثر وضوحا في التعامل مع العبث الايراني في المنطقة. التوجه الامريكي الجديد سجل اول حضور له في سوريا من خلال الضربة الامريكية للقاعدة الجوية الاسدية، التي انطلقت منها الطايرات لتصب الباروت السام، والقاتل، على خان شيخون.
الضربة الامريكية المذكورة احدثت ذعرا وارتباكا لدى النظام الاسدي، وايران، الامر الذي جعل التلويح الامريكي بضربات جديدة مستمرا، فضلا عن الموقف الامريكي الواضح باخراج الاسد من المشهد السوري، في اي تسوية قادمة للنزاع هناك، والموقف الامريكي ذاك اعقبه موقف بريطاني مماثل، وهذا يؤكد بما لايدع مجالا للشك اننا امام مرحلة جديدة ،نامل ان تصحح فيها امريكا مواقفها تجاه الشعوب العربية، التي خرجت تطالب بالتغيير، والديمقراطية، وان تكون هذه المواقف صادقة في التخلص من الانظمة الديكتاتورية المعيقة للديمقراطية، ودعم تطلعات الشعوب في تقرير مصايرها.
التحول في سوريا سوف يكون له صداء في اليمن بالضرورة ،وهذا يتضح من خلال دعم ادارة ترامب للتحالف العربي، في حربه ضد الانقلابين في اليمن، والتاكيد المستمر بضرورة انهاء الانقلاب، وطي صفحة المخلوع واسرته الي الابد.
ومن الاهمية بمكان ان يكون لهذا الموقف الامريكي تاثير علي اداء منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن، حيث مايزال هذا الاداء سلبيا تجاه المقاومة اليمنية، وتطلعات الشعب اليمني، ونجده موقفا يمالي الانقلابين ،وهو موقف نامل ان يتغير سريعا، وان تنتقل منظمات الامم المتحدة الي العاصمة عدن لممارسة نشاطها، بدلا من البقاء في عاصمة الانقلاب، وهذا الموقف ايضا نريده ان ينسحب علي مجلس الامن، بحيث تكون له مواقف ايجابية تجاه الشعب اليمني، في صراعه مع العصابة الانقلابية المدعومة من ايران، والتي اختطفت الدولة اليمنية ،مهددة مستقبل اليمنيين، والعالم بالمخاطر.
على العالم، وفي المقدمة امريكا، ان تصحح توجهاتها، وان تقف موقفا ايجابيا الي جانب الشعوب العربية، في نضالها من اجل الحرية، والديمقراطية، وبناء دولها الوطنية، لان من اجل ذلك ان يعزز من قدرت هذه الشعوب، والدول في محاربة الارهاب، الذي يهدد العالم، ومحاربة الجهل، والامية، والفقر، والاستبداد، والحفاظ علي المصالح المشتركة، بما يعزز من العلاقات الانسانية، والكونية، بين شعوبنا، للحفاظ على امن المنطقة، والعالم، من المخاطر المحدقة.