وللكويت شكر يوازي حضورها في اليمن
منذ سنوات طويلة ظلت دولة الكويت الشقيقة تتصدر قائمة الدول الأكثر دعما لليمن، في مختلف المراحل التي شهدها اليمنيون، وهي في الغالب سنوات عصيبة كشفت عن حاجة ملحة لدعم سخي ومتواصل من الأشقاء والأصدقاء، وفي شتى المجالات، وكانت الكويت حاضرة إلى جانب اشقائها في جنوب الجزيرة العربية، دعما للتنمية والتعليم والصحة والجامعات، ولا تزال شواهد هذا الدعم باقية وشاهدة على سخاء الأشقاء وكرم مساعدتهم ونبل مشاعرهم العربية والإسلامية والإنسانية.
تحضر شواهد الدعم الكويتي في مختلف انحاء البلاد وأرجائها، في وسط العاصمة صنعاء، كما هي في أقصا الأرياف البعيدة، في العمل التربوي كما في مجالات التنمية، وفي جوانب الإسكان كما في مجالات الصحة والخدمات الطبية من حيث المنشئات والكوادر والمواد اللازمة لانتشال الوضع الصحي الذي كان بدون هذا الدعم أشبه بمقبرة جماعية. دعمت دولة الكويت مشاريع التنمية في اليمن دون أن تنتظر جزاء ولا شكورا، خاصة وأن في الطرف الآخر يوجد نظام حكم انتهازي يقوده شخص مغامر لا يتحلى بأي قدر من المسئولية، بل ظل صالح يمارس كل صور الكذب والتضليل والخداع، وفوق هذا يقوم بالابتزاز كما يفعل زعماء العصابات والجريمة المنظمة، وللأسف كان لدولة الكويت نصيبها من الأذى الذي لحق بها جراء التعامل السيء من قبل عصابات المخلوع.
ومع ذلك ظلت الكويت والكويتيون خير سند لليمن واليمنيين، ولم تتخل الكويت عن دورها الأخوي النابع من إدراكها لما يجمع بين البلدين والشعبين، من روابط العقيدة واللغة والعروبة والتاريخ والمصير المشترك، حتى في أحلك الظروف التي مرت بها المنطقة العربية والخليج العربي على وجه الخصوص. وحين هبت عاصفة الحزم كانت دولة الكويت مع بقية الأشقاء يشكلون تحالفا تاريخيا عربيا للدفاع عن اليمن إزاء الهجمة الممولة من الفرس وأتباعهم، وحضرت الكويت في كل مجالات المشاركة سياسيا وعسكريا وإستراتيجيا وإنسانيا.
وها نحن نرى اليوم أيادي الكويت البيضاء الندية وهي تطبب جراح اليمنيين وأوجاعهم بالكثير من الجهود والإمكانات والقدرات والموارد في تعبير صادق وواضح على عمق الروابط الأخوية على قاعدة الانتماء العربي والإسلامي وصدق الشعور الإنساني. تتجلى الأدوار الخيرية والإغاثية والأعمال الإنسانية ودعم المناطق المنكوبة في مختلف المحافظات اليمنية التي احترقت بنيران الحرب والحصار الذي استمر شهورا عديدة، مارست خلالها المليشيا الانقلابية كل أشكال الجريمة وجميع صور الانتهاكات دون أن تبقي على أي شيء، وهو ما يعني ان من يريد دعم اليمن في محنته الراهنة فعليه مضاعفة الجهد أكثر من مرة بسبب الأوضاع التي شهدت ترديا وصل إلى الحضيض، ولولا مبادرة الأشقاء – والكويت في المقدمة- لما أمكن لليمنيين انتشال أنفسهم مما وصلوا إليه بفعل إجرام المليشيا وجرائمها.