بحاح وقرارات هادي
من حق رئيس الوزراء الأخ خالد بحاح أن يعترض على قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي الصادرة أمس بتعديلات وزارية في حكومة بحاح... في تصوري كان على هادي أن يتخذ قراراته أمس بالتشاور مع دولة المهندس خالد بحاح.
رأيت أمس أن القرارات جيدة من ناحية حل الخلاف حول منصب وزير الخارجية بين الرئيس ونائبه، لكن يبدو أن القرارات زادت الهوة بين الرجلين.
لو كان بحاح نائباً للرئيس وحسب، لربما قلنا إن هادي لم يتجاوز كثيراً بإصدار قراراته دون استشارة نائبه، لكن بحاح رئيس الوزراء، ولا يوجد رئيس جمهورية في العالم يصدر قرارات بتعيينات وزارية دون التشاور مع رئيس وزرائه الذي سيعمل مع الوزراء المعينيين.
ومع ذلك، اعتقد أن على الرئيس وعلى الوزراء المعينيين أن يعلموا أن هذه الوزارات مجرد أسماء بلا مسميات مادامت الدولة تحت سيطرة الانقلابيين.
استرداد الدولة من سيطرة الحوثي وصالح هي المهمة الأكبر، وهي معركة اليمنيين جميعاً، وأي تعيينات وزارية ما لم تصب في صالح استرداد الدولة، فهي لا تعني شيئاً في حقيقة الأمر.
يتمنى المرء ألا تزيد هوة الخلاف بين هادي وبحاح، لأن المستفيد الأكبر من خلافات الرجلين هو تحالف الانقلابيين، الذين نسوا ست حروب بينهم، واتحدوا لإبقاء السيطرة على مقدرات البلاد، في وقت لا يزال معسكر هادي تعصف به خلافات مناطقية وحزبية وقبلية وتاريخية وسياسية مقيتة.
خالد بحاح سيتجاوز هذه المسألة بكل تأكيد لحنكته وإدراكه لخطورة اتساع الخلاف في هذه المرحلة بالذات، ولأن أقلام الانقلابيين، وخاصة أولائك الذين يخدمونهم من بعد حاولوا أمس تحريض بحاح على المضي قدماً في معارضة القرارات، وهم بالطبع لا يريدون الخير لبحاح بذلك، ولكن يريدون إضعاف خصومهم.
على معسكر هادي بحاح أن يتعلم من تحالف الانقلاب كيف بلعوا حروبهم بسرعة، ووحدوا جهودهم لبسط سيطرتهم على اليمن، ودماؤهم لم تجف بعد. تعلموا، تعلموا يرحمكم الله...