لن تعودوا للحكم!

مرة ثانية شرقوا أو غربوا ، أقتلوا بعضكم ،فجروا منازل بعضكم ،دمروا المدن والقرى ، فخخوا المساجد واقتلوا المصلين ، قنبلوا المدن بالطائرات ، واصلوا حروب اﻹبادة لبعضكم البعض ، إشعلوا روح اﻹنتقام ، افتحوا مزيدا من النوافذ واﻷبواب إلى الكراهيه ، أغلقوا منافذ التصالح والتعايش ، اخترقوا وحدة المجتمع بالخطاب الطائفي اﻻنقسامي البغيض ، اغرقوا البﻼد في بحور الدماء ، امسحوا الدماء عن أيديكم فوق جسم الوطن والوحدة والدين ، كل ذلك لن يمكن الراغبين في العودة إلى الحكم أن يعودوا إليه ، ولن يساعد المتطلعين للسيطرة عليه أن يمضوا في هذا المشوار الصعب والمعقد ، ولن يمكن ذوي الثارات ممن نهبوا ثروات هذا البلد من تحقيق أهدافهم ، ولن ... ولن ... إلخ لسبب بسيط وهو أن التاريخ ﻻ يتكرر إﻻ بصورة هزلية ، فخ التاريخ هذه المرة يعج باﻷفخاخ التي صنعها هؤﻻء جميعا .. ها هي تتفجر في وجوه الجميع بعد أن انقلبوا على الحوار وارتدوا عن الطريق الوحيد الذي كان كفيﻼ بإخراج اليمن إلى المكان اﻵمن والﻶئق به بين
اﻷمم .

 

أﻻ يعني لكم شيئا هذا الذي يحدث اﻵن ومنذ أن انقلب السﻼح على الحوار ، السﻼح الذي حذرنا منه حينما كان يطل علينا في صورة بارود وفتوى وإشهار قوة مستبطنة فسادها القديم أثناء الحوار ليقلب الطاولة على مسار السﻼم . ليس لليمن من خيار غير العودة إلى الحوار والتعايش والقبول باﻵخر والتوقف عن شحن المجتمع بالكراهية الطائفية والتي هي أبشع أدوات تقسيم المجتمع وإعداده ﻹبادة بعضه البعض .
 

 

أفيقوا يا دعاة الحروب والفتنة والكراهية فليس لكم في هذا الوطن أكثر مما ﻷي مواطن فيه ، إستفيدوا من كل الحروب القديمةوأنظروا إلى اين انتهت أو ماذا حققت ، المنتصر مهزوم ، والمهزوم يبعث من تحت الرماد لﻺنتقام في دورات متﻼحقة من العنف والقتل ومحاوﻻت اﻻستئصال بعناوين يجري استدعاؤها ﻷغراض مختلفة تماما عما تحمله هذه العناوين من معاني أصيلة . اللهم إحفظ اليمن

مقالات الكاتب