دولة لا دولة ..ارحلوا جميعا كفى عبثا باليمن!

لم تعد الكارثة في اليمن مجرد نتيجة حرب بل اصبحت جريمة مستمرة تدار عن سبق إصرار وترصد من قبل من يفترض انهم جاؤا لانقاذ البلاد اليوم نحن امام دولة لا دولة امام كيان منهك فاقد للسيادة تتحكم فيه قوى خارجية وادوات محلية لا ترى في الوطن سوى غنيمة.

لقد تحول المجلس الرئاسي بكل اسف الى مظلة شرعية لتمرير الفساد والاخفاق ومعظم الوزراء لا يمارسون عملا إداريا او وطنيا بقدر ما ينشطون في نهب الموارد وتقاسم الامتيازات وتاسيس شبكات مصالح خاصة حتى اصبح البعض منهم يشكل لوبي فساد منظم ينهش في جسد الوطن دون رقيب او مساءلة.

التحالف العربي الذي دخل اليمن بدعوى دعم الشرعية لم يعد مجرد داعم بل اصبح شريكا فعليا في انتاج الفوضى وانهيار الخدمات اذ يغض الطرف عن عبث ادواته ويدير اللعبة السياسية بما يخدم مصالحه لا مصلحة اليمنيين حيث يجري تدمير مؤسسات الدولة وافقار المواطن واغراق الحكومة بالفاسدين وتمويل شخصيات لا ولاء لها الا للمال السياسي والقرار الخارجي.

انهيار العملة المحلية وتدهور الخدمات وغياب الرواتب واستمرار المعاناة اليومية للناس لم تعد ازمات عابرة بل نتائج مباشرة لسياسات ممنهجة شارك في صناعتها التحالف وباركها المجلس الرئاسي ونفذها وزراء وحكومات ضعيفة فاسدة لا تملك من امرها شيئا غير احترافها بالنهب والفساد.

اليوم لم يعد مقبولا الصمت لمايحدث من تخريب منظم برعاية دولية واقليمية والشعب هو الضحية وحان الوقت للمطالبة بـتحقيق دولي شفاف حول ممارسات التحالف العربي في اليمن ومحاسبة كل من تاجر بدماء اليمنيين، ونهب ثرواتهم وساهم في استمرار هذه الحرب العبثية.

الشعب اليمني لا يحتاج لشرعية مسروقة ولا لمجالس فاقدة للمصداقية بل لدولة حقيقية ونظام وطني مستقل القرار يقف مع شعبه لا مع من يملي عليه من الخارج.

ارحلوا جميعا.. انتم ومن جاء بكم واتركوا اليمن لأبنائه..

مقالات الكاتب