قراءة في الضربات
لا اعتقد دخول السياسة الامريكية الداخلية والخارجية على حدٍ سوى مرحلة التناقضات في وجهات النظر لكثيرٍ من قياداتها ، ائذانا بانفلات مرجعياتها و موجهاتها الفكرية بانحراف بوصلة الحكم فيها لشخص رئيسها المنتخب رونالد ترامب ، الذي اطلق تصريحاته النارية المدوية ، باصراره على تقليم اظافر حوثة اليمن ، والنظام الايراني الداعم لهم ،. في الوقت نفسه حملت وسائل اعلام متعددة الاقرار المبكر لمستشاره للامن القومي بصعوبة تحقيق الضربات الامريكية لاهدافها في اليمن ، وسط استفحال تفاعل الاعلام العالمي معها ، والدفع بها تحت عناوين كبيرة و صادمة تتحدث تفاصيلها عن ورطة ترامب في اليمن . سعيا منها لتظليل الرأي العام ، عن حقيقة الدور الامريكي في صناعة الازمة اليمنية ، والتحكم باطرافها الداخلية والخارجية بصورة مباشرة .
ومن هذا المنظور لايمكن النظر للغارات الامريكية على اهدافٍ للحركة في اليمن على انها انقلابا عليها ، بل يمكن اعتبارها فصلا جديدا من فصول اختبار صمودها وقوتها على الارض ، على طريق آطالة عمرها الافتراضي ، ريثما تقضي امريكا وطرها من التمكين الشيعي في المنطقة ، على الرغم من مستجدات انقلابها وقضائها المبرم على رأس الحربة في مشروعها الطائفي الجديد ، السيد الشهيد حسن نصر الله ، و اقطابه ورموزه في المنطقة ، وتسليمها سوريا على طبق من ذهب لسنتها لا لسنة محمد بن عبدالله بتصرف في تعبير الكاتب المبدع الدكتور كمال البعداني ، مما فتح شهية سنة اليمن باقتراب موعد استلامهم للحكم فيها .
و ستمضي امريكا في لعبتها المكشوفة بتأجيج الصراع السني الشيعي في المنطقة حتى استكمال اعادة هيكلة نظمها السياسية و جغرافيتها معا .