إرهاب مسكوت عنه
تصعيد في جبهة الشريجا كرش وآخر في يافع، تسللات في جبهات مأرب وتعز، قنص وقصف مدفعي تتعرض له مدينة تعز سقط جراءه عشرات الشهداء والجرحى من النساء والاطفال والشيوخ، إضرار فادح بأمن وسلامة الملاحة الدولية في البحرين الاحمر والعربي، وبكل صلف لازال تنظيم جماعة الحوثي الارهابية يصعد في جبهات المعركة الاقتصادية من خلال طبع عملة معدنية لاشرعية لها تستنزف ما تبقى من قدرة شرائية لدى المواطن وتنهك الاقتصاد الوطني برمته .
الباعث للاستغراب انه ورغم كونه إرهابا يعج به الوطن ويحيط بالإقليم ويهدد الأمن والسلم الدوليين، فإنه يتم على مرأى ومسمع المجتمعين الاقليمي والدولي واللذين - وفقا لصخب اعلامهما - يبذلان جهودا كبيرة ومنذ سنوات لتحقيق اختراق في جدار تعنت هذا التنظيم واحداث حالة من السلم تمهيدا لتمكينه على انقاض الارهاب العابر للحدود ..
والسؤال الذي يطرح نفسه في مواجهة هذا الصبر الممل بل والقاتل الذي يسيطر على مجمل القوى السياسية في الداخل وكل قيادات دول الاقليم والمجتمع الدولي والذي بسببه يدفع الشعب اليمني فواتير باهظة الثمن من حياة ابنائه بل وحياته المعيشية والامنية التي ينتهكها هذا التنظيم الارهابي كل يوم؟
أما آن الأوان بعد كل هذه السنين المضنية والمكلفة في آن أن يستيقظ الضمير الوطني لدى القوى السياسية وقوات الردع في الداخل لتوحيد صفوفها والعمل بوتيرة عالية وصادقة على ردع هذا الصلف الجائر والارهاب السافر والضرب صفحا بكل الاعتبارات والمراعات وطمر محطات انتظار الحلول من خارج الحدود والتحرك بطوفان هادر لا يبقي ولا يذر في مختلف جبهات القتال وتحرير البلاد والعباد والحاق هذا التنظيم الارهابي الكهنوتي الامامي المتخلف بسلفه الذي اتت على اساسه من القواعد ثورة الـ ٢٦ من سبتمبر الخالدة بثوارها الأفذاذ الشجعان الذين ما كانوا الا كتلة صلبة امام كل الدسائس والمؤامرات التي حاولت عبثا تفكيك تلاحمهم الوطني فكانوا كما اراد الله واراد لهم الشعب اداة ثورية موحدة الرؤى والاهداف وفي طليعتها القضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف والمستبد، وهو ما كان واقعا ولازال يشكل قاعدة انطلاق بقيمه ومثله للقضاء على الإمامة الخلف الأشد خطرا والأفظع بشاعة ..
لا سبيل بالمطلق للوصول الى الخلاص من هذه الآفة - تنظيم جماعة الحوثي الارهابية - الا بتنحية كل المشاريع الضيقة والمصالح الجهوية والحزبية جانبا والتوجه صوب معركة الحسم ومن يظن الخلاص بغير ذلك فسيكون فريسة وهمه بل وغبائه الذي سيدونه التاريخ بكل تفاصيله السيئة ونتائجه الكارثية على الوطن والشعب.