معركة تحرير الوعي

تقتضي المعركة المصيرية التي يخوضها شعبنا اليمني وقواته المسلحة مع الاحتلال الإيراني ممثلا بأدواته تنظيم جماعة الحوثي الإرهابي تصعيدا كبيرا في الجبهة الإعلامية والتي تحتل في هذه المعركة أهمية كبرى تعاظمت جراء تعدد أنساقها التي يجب أن تلقى إسنادا لا محدودا نظرا لشراسة المواجهة مع عدو خبر أساليب الكذب والتضليل وقلب الحقائق وبهرجة الافتراءات، مسخرا لهذه الجبهة امكانيات هائلة انتزعها قسرا من أفواه الجوعى وجيوب المواطنين وخزائن التجار بمسميات أيام ومناسبات ما انزل الله بها من سلطان ابرزها يوم الولاية المدعاة لإحداث تفاوت طبقي داخل المجتمع أرفعها وأعلاها طبقة السلالة المجوسية الطارئة على شعبنا اليمني الواقع تحت نير دجلها وكهنوتها وتضليلها منذ ردح من الزمن عانى بفعلها الأمرين.. 

الجبهة الإعلامية الموازية للجبهات العسكرية تستدعي بالضرورة رفدها بما يعزز تقدمها صوب مناطق الوعي المحتلة من قبل هذا العدو المدعوم بكل الامكانيات من قبل دولة إيران التوسعية وذلك لتحرير العقل في كل تلك المناطق المسيطر عليها مجوسيا بالكهنوتيين الجدد والمكتظة بحشود التضليل والتهريج والخرافة التي ينشط هذا التنظيم الإرهابي من خلالها لحرف مسار الوعي والقضاء على كل المفاهيم الصحيحة النابعة من عقيدة الشعب وثوابته التاريخية وعاداته وتقاليده الاجتماعية النبيلة.. 

لقد ورد في موجهات رئيس الجمهورية في جانب الإعلام ضرورة خلق إعلام مؤثر قادر على الصد والاختراق وأبطال ترهات وخزعبلات تنظيم الحوثي الإيراني وهو موجه يحتل أهمية قصوى في هذا المعترك الذي نخوضه وقواتنا المسلحة لتحقيق نصر شامل عسكري وثقافي وتوعوي في معركة صراع الأفكار والحقائق التي استطاع العدو العبث بها وبثوابتها ومنطلقاتها الرئيسة في كل من جوانب الدين والثقافة والسلوك.. 

نعم مساحات واسعة من الوعي الجمعي تتعرض لعملية تصحير برمال التضليل والكذب والخداع الممارس على هذه المساحات بقدرات وخبرات فارسية وإيرانية ستنتج- إن لم تتم مواجهتها على المديين القريب والمنظور- كارثة طمس الهوية وانتزاع الانتماء وتجريف الولاء لله والوطن وملء فراغاته بانتماء وهوية وولاء لمشروع توسعي وعقيدة تتصادم مع روح العقيدة السليمة التي يعتنقها المجتمع منذ مطلع عصر الرسالة المحمدية.. 

إن معركة الوعي التي يتصدى لها الإعلام لا يمكن الانتصار فيها ووسائل الإعلام عامة والرسمية خاصة تقاتل منفردة دون أدنى دعم يمكن أسلحتها من تحقيق مديات بعيدة تنسف قدرات العدو في مواقعها داخل بنى العقول التي يستهدفها وتدمر معداته التضليلية في مرابضها بضربات استباقية قاصمة، بانية في الآن مصدات دفاعية في كل مناطق الوعي المستهدفة.. 

على الحكومة أن تعي أهمية هذه المعركة وأن تسخر لها كل الإمكانيات المحققة للهدف المنشود وهو حماية بنية الوعي الوطني وثوابته من العبث والانتصار لها بالقضاء على هذه الجماعة الإرهابية قضاء لا يبقي لها أثر يذكر.

مقالات الكاتب