الاعتداء على المعلم هو إهانة للقدوة
في ظاهرة خطيرة، انتشر فيديو لطلاب في مدرسة ثانوية في عدن م/ دار سعد يعتدون على أحد معلميهم، لا يمكن وصفها الحادثة بغير سقوط أخلاقي وشيك، يشترك فيه وزارة التربية والتعليم واداراتها في المحافظة والمديرية، والسلطة المحلية، والأجهزة الأمنية والمعنيين بتنفيذ القانون النيابة والقضاء.
ظاهر خطورتها في سقوط القدوة، المعلم كرسالة سامية، واحترام موظف الدولة، وأين هذه الدولة؟، سؤال يتداوله الناس، ما الذي يجري في المدينة عدن؟ ومن المسؤول عن ضبط إيقاع الحياة والعلاقات بين الافراد والجماعات، بما يحفظ قيم واخلاقيات المجتمع والمبادئ الإنسانية، ومن يتحمل مسؤولية ما يحدث من تفسخ؟
هذه الحادثة تتطلب إعادة مراجعة خطابنا السياسي والثقافي والديني والأخلاقي على الواقع، ومعها نراجع سلطة العدالة، ونفكك ثقافة الاكراه التي تؤسس لنفوذ لا خلاقي، وأتمنى ان لا يكون ذلك الطالب مدعوم من ذلك النفوذ الذي لم يعد يحلل ويحرم، ولا يهتم بما يصنعه من اثار سلبية على المجتمع والعلاقات بين الناس، مما ساهم في تفسخ للقيم والاخلاقيات.
نحن ندرك ان في المجتمعات قد تنتشر الجريمة بمستويات مختلفة، ولكننا نشعر بخطر تطور الحالة لمستويات غير طبيعية وخطيرة جدا تهدد مستقبل مجتمع ومدينة فاضلة واخلاقيات امة ذاع صيتها، كمنارة واشعاع فكري وثقافي واخلاقي، بل كانت مدرسة للحضارة والثقافة الإنسانية والمبادئ الأخلاقية.
قبلها بيومين تداول ناشطين في نفس المديرية اغتصاب طفلة، واليوم يتداولون الاعتداء على معلم، وماذا يعني لنا الاعتداء على المعلم، هو الاعتداء على حارس اخلاقيات المجتمع، ومربي الأجيال، المسؤول عن تشكيل البنية الأساسية للمجتمع، وجيل المستقبل، فكيف سيكون المستقبل، اذا صناعه يتعرضون للاعتداء والاهانة، الا يكفي ما يتعرض له المعلم من انتهاك لحقوقه، هذا المعلم الذي تعرض للاعتداء راتبة لا يكفي لأسبوع، يأتي ليعلم طلابه وهو مهموم معيشيا ونفسيا مكسور ومهان اجتماعيا، واليوم يكسر في مقر عمله، في المدرسة والصف الدراسي، في هانة غير مسبوقة.
نحن كمجتمع نحمل المسؤولية كل الجهات التربوية والسلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية النيابة والقضاء المعنين بحماية المجتمع من التفسخ الأخلاقي الذي بدا ينتشر كالهشيم في المجتمع بدون حسيب ورقيب.
ننتظر موقف من تلك الجهات ولنا موقفنا في حماية مجتمعنا وحماية قيمنا ومبادئنا الأخلاقية، إذا تطلب الأمر ذلك.