السلام المستحيل
جهود حثيثة تبذلها الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها إلى اليمن بغية الوصول إلى تسوية سياسية في اليمن تقوم على أساس المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار 2216، وفي المقابل يقود تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية جهودا حثيثة لحشد أبناء المناطق الواقعة تحت نير ظلمه وجبروته وبطشه شبابا واطفالا وشيبانا إلى الجبهات في مأرب وتعز وشبوة والضالع وغيرها من محافظات المواجهة استعدادا لاستئناف حربه على اليمنيين الذين أثخن جراحهم وأوقع فيهم بطشه قتلا وتشريدا ونهبا للحقوق وإهدارا للكرامة بأساليب لم تشهد لها البشرية مثيلا إلا في دول عربية خاضعة لسطوة اترابه في العراق ولبنان وسوريا، وكلها تنظيمات تلقت مهارات فنون اجرامها في مدارس الشيطان الأكبر خامنائي الجاثم بنظامه الفاشي على صدور وأنفاس الشعب الإيراني المغلوب على أمره..
إنه ومن المفارقات العجيبة أن تقود الأمم المتحدة جهود إحلال السلام في اليمن وفي الآن يقود تنظيم الحوثي الإرهابي جهودا حثيثة لاستئناف القتال ضد الشعب اليمني على مرأى ومسمع وسطاء السلام المزعوم ومبعوث الأمم المتحدة، الأمر الذي يجعل من كل تلك الجهود مجرد ريش في مهب ريح عاصف يذهب بها في الأرجاء تزداد معها فرص الجماعة الإرهابية لتحقيق مآربها في الحرب ومغانمها في الاستحواذ اكثر على مقدرات اليمنيين الاقتصادية نهبا وسرقة وجباية بدعاوى ما انزل الله بها من سلطان ليزداد اليمنيون جوعا إلى جوعهم وتزداد كثافة المشردين من بيوتهم والمحرومين من خيرات ممتلكاتهم..
لقد بات من المؤكد بل ومن اليقين أن لا سلام يمكن إنجازه مع تنظيم إرهابي لا يعرف معنى للسلام، تنظيم نشأ على اللاوطنية أو عقيدة صحيحة أو قيم انسانية نبيلة يمكن لها أن تتغلب على جانب التبعية والارتهان، وإنما هو شر محض يعمل بكل السبل على تمكين اسياده في إيران من وطنه بل والمنطقة التي تشكل لإيران مطمعا لابد من تحقيقه مهما كان الثمن وطال الزمن أو قصر..
إن الفيصل في قضية الصراع مع تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية ليس سوى الحسم العسكري والحسم فقط، وهو ما يدركه الساسة اليمنيون وقادة دول المنطقة وهيئة الأمم المتحدة، ويدركون في الوقت نفسه أن الصبر الطويل في عملية البحث عن سلام معه ليس سوى صبر أطول على تنظيم يمعن كل يوم في قتل اليمنيين وتشريدهم وامتهان إنسانيتهم، وهو ما يتعارض مع رجاحة العقل وسلامة المنطق.