موكب الزعيم وتطلعات الناس
للأسف تابعنا كما تابعتم موكب الزعيم، وعدنا لنبحث في تاريخنا ما يشبه ذلك الموكب، فالموكب هو عقلية قائد وثقافة اتباع، من خلال البحث وجدناه منافسا عنيدا لطاغية رفضناه، وثرنا لكي نغير واقعه، ونتغير لنشق طريقنا لمستقبل أفضل، لنلحق بالأمم المحترمة، واخطائنا في الرهان، فكيف سنغير ونتغير بكذا عقلية واتباع، تبعية مناطقية جهوية سلالية، هي مزرعة للقطيع يحكمها راعي والكل يعرف ماذا يحتاج الراعي، يحتاج عصى ومجموعة تهوهو لترهب القطيع ، يهشون وينهشون كل من يخرج عن القطيع، أو يرفع صوته معترضا.
لو تحرك ذلك الموكب لإنقاذ عدن بكل امكانياته من السيارات الفاخرة الغالية الثمن، وكمية الوقود، وصرفيات الجنود، وقات الضيافة وحركات المنجهه، لكان قادرا أن يصنع حلولا لواقع عدن البائس، قادرا على إيقاف الانهيار العام في الخدمات والمعيشة، وحالة الجوع والمجاعة، من خلال إعادة شعلة المصافي وحركة الميناء، وتشغيل المملاح، و ضبط لصوص الجبايات والاتاوات، لرفد خزانة الدولة، ومعالجة القضايا الأمنية، وتوحيد قواها تحت سلطة واحدة، في البحث والتحري في قضايا محورية تواجه عدن والمناطق المجاورة، هل وصلت لرأس الموكب اخبار اختطاف الفتيات، ومكب النفايات الذي قتل طفلة حاولت تسلقه لتسد رمقها من فتات بقايا الطعام، فان وصلت إليكم فما هو شعوركم ورد فعلكم إن كنتم صادقون كسلطة، وإن لم تصل فهي مصيبة كبرى ، السلطة ليست موكب، هي مسؤولية على شعب ووطن، والموكب صورة قبيحة لسلطة رفضناها وعقلية لا نقبلها.
الموكب هو ظاهرة من مظاهر استعراض القوة والسلاح، وفي المقابل حائط بين الناس والزعيم ( الصنم )، في ظاهرة عدم الثقة والخوف، والسرعة حالة غير طبيعية تعبر عن واقع غير مستقر، تعبر عن عمق الهوة بينكم والناس، وهذه كارثة العقلية التي تعتقد أن السلاح والمدرعة كافية لتفرض نفسها على الناس.
الشعب لا يريد إلا من يخدمه، ومن يهتم بمصالحه، وهو اليوم مبتلي بكم شر ابتلاء، الشعب وصل لمستوى من الوعي من الصعب الضحك عليه، هو يرى ويحلل ويوزن الأمور بعقل ومنطق، الممارسات والعقليات التي يراها أمامه، يقرأ الخطاب بحنكة ويشاهد المشهد السياسي بفطنة، الشعب لن تمر عليه هذه الأساليب التي قد ذاق مرارتها، لن يقبل إعادة إنتاج بلاويه ومحنه، لن يقبل الكذب والتدليس، والمسرحيات الهزلية لاستعراض القوة والمنجهة ، شعب يتعرض للجوع وسلب الحقوق والذل والمهانة، وانتم ما تستحوا في استعراضاتكم السخيفة، كان افضل لكم ان تتحركوا باقل مما يمكن من احترام الناس ومشاعرهم، احترام العقل الجمعي للامة، احترام ما يعانوه ويذوقوه اليوم من اتباعكم وسلطتكم، ومن لا يحترم الناس لا يستحق ان يكون ولي امر لهم , ولله في خلقه شئون.
عدني مقهور