الـ30 من نوفمبر والترابط الجدلي للثورة اليمنية
يتسم شعبنا اليمني العظيم بقدرة فائقة على صناعة التحولات التاريخية العظيمة الصانعة لمجده المؤثل بالتضحيات الجسيمة المحققة لتطلعاته وطموحاته المشروعة في التقدم والبناء وتثبيت دعائم الامن والاستقرار..
الـ30 من نوفمبر العظيم الذي نعيش احتفائيات ذكراه الـ 56 المجيدة أحد ابرز هذه التحولات الكبيرة في حياة شعبنا الكفاحية والمكتظ بكم هائل من الدروس والعظات التي تشكل بالنسبة لراهننا النضالي ضد الكهنوتية الجديدة والسلالية المقيتة خطا نضاليا واضح المعالم وواثق الخطوات نحو تحقيق هدف التحرير الكامل للوطن من بين براثن هذه المليشيا الارهابية، مقتدين بارادة واصرار اولئك الرعيل الذين انجزوا الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 67 في جنيف من خلال تسلحهم بإرادة فولاذية واصرار عنيد ابى ان يستسلم لكل الضغوطات التي مورست ضده من قبل اقوى واعتى نظام استعماري عرفته البشرية بغية التنازل عن بعض سيادة ارضه وقراره الوطني من خلال اقتطاع الاستعمار البغيض لجزر كوريا موريا اليمنية..
نعم رعيل وطني ثوري انجز مهام الكفاح المسلح ضد الاستعمار وصولا الى هذا المنجز العظيم بولاء وطني خال من التجنحات بكل مسمياتها ولكن بوحدة اداة الثورة حول هدف التحرر والاستقلال وعدم الخضوع لأي من الضغوط المنتقصة من سيادة الوطن وقراره السياسي ايا كان مصدره وايا كانت امكانياته وتأثيراته على السياسة الاقليمية والدولية..
رعيل تمكن بقوة انتمائه وولائه لكامل التراب الوطني ان يصنع وعيا جماهيريا وطنيا مكتنزا لعشق وطن اذا اشتكى بعضه تداعى جميعه لإسكات الشكوى التي تصنعها عوامل خارجية بغية التأثير على مواقف ابنائه وارادتهم الفولاذية التي تحمي حريته وكرامته واستقلاله، ولا أدل على ذلك من موقف الدولة الوليدة المنجزة في الـ30 من نوفمبر والمتمثل بالدعم متعدد الأوجه لحكومة الـ26 من سبتمبر الخالدة التي تعرضت لضغوطات خارجية صنعتها بريطانيا الاستعمارية بهدف احداث انتكاسة في مسارها الثوري والتأثير على توجهها الوطني وكرد على موقفها النضالي الى جانب ثورة الـ14 من اكتوبر المجيدة..
إنها جدلية الثورة اليمنية الواحدة والتي ستبقى والى الأبد صانعة تحولات عظيمة تصب جميعها في مصلحة وطن واحد وشعب واحد ينشد استكمال الخلاص من مليشيا كهنوتية تتغيا تحقيق طموح ايران التوسعي في كل اليمن والمنطقة برمتها.