غزة تباد وإيران تقبض الثمن

وغزة تتعرض لحرب ابادة غير معهودة في التاريخ الحديث، وبعشرات الآلاف من أطنان الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، محو أحياء سكنية بساكنيها من الوجود ،حصار خانق مانع للماء والدواء والغذاء شكل سلاح ابادة مواز للقصف الجوي المهول، في هذه الأثناء تعلن الأمم المتحدة رفع العقوبات الأممية بالكامل عن إيران، إذ أكد مجلس الأمن رسميا رفع الحظر الصاروخي عن طهران، طهران التي يرفع قادتها وادواتها شعارات العداء لإسرائيل وأمريكا منذ استيلائهم على السلطة هناك.

رفع العقوبات عن إيران يكشف بجلاء عن فحوى حقائق كان يغفل عنها كثير من قادة الأمة وساستها ومثقفيها- أو يتغافلوها وهو واقع حالهم المعهود- أهمها متانة العلاقة بين النظام في إيران والمحتلين الصهاينة والإدارة الأمريكية والقائمة على العداء الظاهري والتعاون الخفي لإنجاز ما يسمى شرق أوسط جديد خال من أي تأثير عربي إسلامي سني يتقاسم النفوذ فيه سياسيا واقتصاديا وعسكريا الصهاينة وآيات إيران..

غزة تباد وطهران تحصل على قرار برفع العقوبات كاملة وبدون أي اعتراض صهيوني أمريكي ما يؤكد أن هذا القرار ليس سوى مكافأة على دور إيجابي قدمته طهران وأدواتها ضد المقاومة الاسلامية وقضيتها الفلسطينية لصالح تثبيت الوجود الطارئ للصهاينة من خلال العمل على محو المقاومة الإسلامية من الوجود وإعادة احتلال غزة المشاطئة للمشروع الصهيوني المرتقب والمتمثل بقناة بن جريون والتي ستوازي جغرافيا قناة السويس وستفوقها اقتصاديا في حالة تحققها وجودا على الأرض..

لقد لعبت إيران ومن خلال شعاراتها وأدواتها في المنطقة دورا استخباراتيا كبيرا لصالح الصهاينة وهو دور تؤديه إيران منذ نجاح ماتسمى بالثورة الإيرانية ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي والذي كشف عنه الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد حين قال: إن مسؤول مكافحة التجسس في جهاز الاستخبارات الإيراني عميل لإسرائيل، في إشارة إلى متانة العلاقة، ومن خلال عمالة رؤساء أهم الأجهزة في النظام.

حدث آخر لا يقل اهمية عن تصريح نجاد يؤكد عمالة إيران وأدواتها لإسرائيل ويتمثل بتفجير مرفأ بيروت الذي خزن فيه حزب الله آلاف الاطنان من المتفجرات التي محت المرفأ ومساحات شاسعة من الأحياء المجاورة حين تفجيرها وليس انفجارها لينتعش بالمقابل ميناء حيفاء المحتلة انتعاشا غير معهود من قبل.

والسؤال الأهم في هذا المنعطف الخطير من حياة الأمة: ما الذي تنتظره شعوب الأمة وهي ترى حقائق وتسمع تأكيدات المكافأة الأممية لإيران ولا تتحرك للقضاء على التواجد الإيراني في المنطقة والذي يسعى من خلال اياديه إلى التوسع بالتقاسم مع إسرائيل لفرض الهيمنة على الخليج وفي المقدمة المملكة العربية السعودية الشقيقة في مقابل محو الوجود الفلسطيني المقاوم لصالح إسرائيل وتوسعها على حساب دول طوق فلسطين تحقيقا لمشروع الشرق الأوسط الجديد الخالي من الوجود العربي السني المقاوم للمشاريع التوسعية في المنطقة..

مقالات الكاتب